أعلنت شركة أبل عن استثمار بقيمة 500 مليون دولار في شركة إم بي ماتيريالز الأميريكية المتخصصة في المعادن النادرة. ضمن مسعى لتعزيز سلسلة التوريد المحلية وتقليل الاعتماد على الصين. وذلك في ظل ضغوط متزايدة من الرئيس الأميريكي دونالد ترامب لنقل عمليات تصنيع منتجات أبل إلى داخل الولايات المتحدة.
تعزيز التوريد المحلي وتوسيع عمليات إعادة التدوير
بموجب الاتفاق، ستقوم أبل بشراء المغناطيسات النادرة مباشرة من إم بي ماتيريالز. كما سيشمل التعاون إنشاء منشأة لإعادة التدوير في ولاية كاليفورنيا بهدف إدخال المواد المعاد تدويرها في تصنيع منتجات الشركة المستقبلية.
جزء من خطة استثمارية أوسع
ويأتي هذا الاستثمار ضمن خطة أوسع كشفت عنها أبل مطلع العام الجاري، بقيمة 500 مليار دولار. تهدف إلى دعم وتوسيع حضورها الصناعي داخل الولايات المتحدة، بما يتماشى مع الدعوات الحكومية إلى توطين الصناعات الحيوية، وعلى رأسها التكنولوجيا.
المعادن النادرة: مكون حيوي وسلاح جيوسياسي
كما تعد المعادن النادرة مكونًا أساسيًا في صناعة الهواتف الذكية، الشاشات المتقدمة، والطائرات العسكرية. وهي أيضًا محور صراع جيوسياسي، إذ تهيمن الصين على أكثر من 90% من عمليات معالجتها حول العالم، ما يمنحها تأثيرًا استراتيجيًا على سلاسل الإمداد العالمية.
تيم كوك: نراهن على الابتكار الأميركي
وفي تصريح رسمي، قال الرئيس التنفيذي لأبل، تيم كوك: الابتكار الأميركي هو جوهر عملنا في أبل. وهذه الشراكة تمثل خطوة مهمة في سبيل تعزيز مصادرنا المحلية للمواد الحيوية، وضمان أمن سلسلة التوريد.
إنتاج مغناطيسات أبل من تكساس بدءًا من 2027
تعمل إم بي ماتيريالز حاليًا على إنشاء خطوط إنتاج جديدة في منشأتها بمدينة فورت وورث بولاية تكساس لتصنيع مغناطيسات مخصصة لمنتجات أبل. ومن المتوقع بدء التوريد بحلول عام 2027، على أن تغطي لاحقاً مكونات لمئات الملايين من الأجهزة.
وستوفر هذه التوسعة عشرات الوظائف الجديدة، مع إطلاق برامج تدريب تقني للكوادر الأميركية في مجال تصنيع المغناطيسات الدقيقة.
ترامب: اصنعوا الآيفون في أميركا
وفي منشور على منصة تروث سوشيال في مايو الماضي، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب: أبلغت تيم كوك منذ زمن طويل أن الآيفون الذي يباع في أميركا يجب أن يصنع داخل أميركا. وليس في الهند أو أي دولة أخرى، وإلا فعلى أبل دفع رسوم جمركية لا تقل عن 25%.
تحديات توطين تصنيع الآيفون
ورغم الضغوط السياسية، لم تعلن أبل عن أي نية لنقل تصنيع الآيفون إلى داخل الولايات المتحدة، إذ يشير الخبراء إلى أن هذا الأمر يواجه عوائق تقنية وبشرية كبيرة. أبرزها نقص الكفاءات المحلية المتخصصة في تقنيات مثل الروبوتات الدقيقة وهندسة المكونات الإلكترونية.
وكان تيم كوك قد أشار في وقت سابق إلى أن الكفاءات المتوفرة في الصين تجمع بين الحِرفية العالية والخبرة في علوم الحاسوب والأنظمة الذكية، وهو ما يصعب توفره في السوق الأميركية حاليًا.
المعادن النادرة: سلعة ليست نادرة ولكنها استراتيجية
ورغم أن هذه المعادن ليست نادرة من حيث الوفرة الطبيعية، فإن استخراجها ومعالجتها يتطلب معدات وتقنيات عالية الكلفة والتعقيد، وهو ما جعل الصين اللاعب العالمي المهيمن على هذا القطاع.
غير أن شراكة أبل الجديدة قد تمثل خطوة استراتيجية لتقليل هذا الاعتماد. وتعزز توجه الشركة لاستخدام مواد معاد تدويرها بشكل متزايد في أجهزتها.