قال محمد صلاح، رئيس التشغيل في شركة سبائك، إن الارتفاع الحالي في أسعار الذهب لا يشبه أي موجة سابقة، مشيرًا إلى أنه مدعوم بأساسيات اقتصادية قوية وليست مضاربات قصيرة المدى.
وأوضح أن مشتريات البنوك المركزية حول العالم أصبحت من أبرز دوافع الصعود، مع تزايد رغبة الدول في تعزيز احتياطاتها من الذهب لحماية اقتصاداتها من تقلبات أسعار العملات العالمية. وفقاً لما ذكرته “العربية”.
كما أشار إلى أن صناديق المؤشرات (ETFs) تشهد تدفقات قياسية، وهو ما يعكس ثقة المستثمرين في استمرار الاتجاه الصاعد، خاصة في ظل التوقعات بخفض الفائدة الأمريكية مرتين هذا العام، ما يجعل الذهب أكثر جاذبية مقارنة بالأصول الأخرى.
مكاسب استثنائية دون تصحيحات تذكر
وأوضح صلاح أن الذهب حقق أكثر من 60% ارتفاعًا خلال الأشهر الماضية دون أي تصحيح سعري مؤثر. وهو ما يوضح حجم الزخم الشرائي الذي يدفع الأسعار للأعلى.
وأضاف أن غياب البيانات الاقتصادية الأمريكية بسبب الإغلاق الحكومي الأخير زاد من حالة الترقب وعدم اليقين في الأسواق. مما جعل المستثمرين يتجهون إلى الذهب كملاذ آمن.
كما ساهمت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في دعم الأسعار. خاصة مع تجدد المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي.
توقعات بمواصلة الصعود
وتوقع رئيس التشغيل في “سبائك” أن يواصل الذهب أداءه القوي خلال الفترة المقبلة. موضحًا أن مستويات 4500 دولار للأونصة ممكنة بنهاية العام في حال استمرت التوترات السياسية والاقتصادية.
وأضاف أن الحديث عن وصول الأسعار إلى 5000 دولار للأونصة ليس مستحيلًا. لكنه يستبعد تحقيقه هذا العام، مشيرًا إلى أن السوق قد يشهد جني أرباح محدودًا دون أن يؤثر على الاتجاه العام الصاعد.
ملاذ امن في عالم مضطرب
وأكد صلاح أن الذهب استعاد مكانته كـ ملاذ امن للمستثمرين في ظل التقلبات المتزايدة في الأسواق المالية، مشيرًا إلى أن المؤسسات المالية وصناديق الثروة باتت تعتمد عليه بشكل أكبر في محافظها الاستثمارية.
وقال إن استمرار ضعف الدولار وتباطؤ الاقتصاد العالمي يعززان الطلب على الذهب، الذي أصبح وسيلة رئيسية لحفظ القيمة والتحوط من التضخم والمخاطر المالية.
الذهب يحتفظ ببريقه
واختتم صلاح حديثه بالقول إن العوامل المحركةمازالت قوية. وأن المعدن النفيس سيواصل بريقه خلال الشهور المقبلة، مع استمرار الضبابية في السياسات الاقتصادية العالمية.
وأضاف أن الذهب لم يعد مجرد سلعة استثمارية، بل تحول إلى رمز للأمان المالي في عالم مليء بالتقلبات. ومن المتوقع أن يحافظ على مساره الصاعد طالما بقيت المخاطر الاقتصادية والسياسية قائمة.