يشهد قطاع السياحة في المدينة المنورة نموًا غير مسبوق خلال عام 2025، ليصبح أحد أبرز القطاعات الداعمة للاقتصاد الوطني في السعودية. ويأتي هذا الازدهار في إطار الجهود الحكومية المكثفة لتعزيز مكانة المدينة كوجهة دينية وثقافية رئيسية، ضمن خطط رؤية المملكة 2030 الرامية إلى تنويع مصادر الدخل وزيادة مساهمة السياحة في الناتج المحلي.
تطورات شاملة في البنية التحتية والمشروعات السياحية
شهدت المدينة المنورة طفرة عمرانية كبيرة مع تنفيذ مشاريع تطويرية ضخمة، تضمنت إنشاء فنادق ومنتجعات جديدة، وتوسيع شبكات النقل والمواصلات لخدمة الأعداد المتزايدة من الزوار. كما تم تطوير المرافق المحيطة بالمسجد النبوي الشريف والمواقع التاريخية. إلى جانب اعتماد أنظمة ذكية لتحسين تجربة الحجاج والمعتمرين.
ويؤكد خبراء القطاع أن هذه الجهود جعلت من المدينة نموذجًا للسياحة الدينية المستدامة، بفضل التعاون المستمر بين القطاعين العام والخاص.
زيادة لافتة في أعداد الزوار والإشغال الفندقي
شهدت المدينة المنورة ارتفاعًا قياسيًا في أعداد الزوار القادمين من مختلف دول العالم خلال العام الجاري، بعد تسهيل إجراءات التأشيرات الإلكترونية وتطوير الخدمات اللوجستية. وسجلت معدلات الإشغال الفندقي مستويات مرتفعة تجاوزت 85% خلال موسم الحج والعمرة. وفقاً لما ذكره موقع “TWW”.
كما أسهمت مبادرات التحول الرقمي في تحسين تجربة الزائر. بفضل تطبيقات الإرشاد الذكي والخدمات الإلكترونية الموحدة التي أطلقتها وزارة السياحة.
انعكاس اقتصادي واضح ونمو في فرص العمل
ساهم نشاط السياحة المتزايد في دعم الاقتصاد المحلي بشكل مباشر. إذ شهدت قطاعات الضيافة والنقل والتجزئة ارتفاعًا في الطلب، وزيادة في الإنفاق السياحي الداخلي والخارجي.
وأكد مختصون أن هذا النمو انعكس إيجابًا على سوق العمل، حيث وفرت المشاريع السياحية الجديدة آلاف الوظائف للشباب في مجالات متعددة، أبرزها إدارة الفنادق، والخدمات السياحية، والمطاعم، والإرشاد الثقافي.
توازن بين التطوير والهوية الدينية في السعودية
تحافظ المدينة المنورة على طابعها الروحي الفريد رغم التوسع العمراني. إذ تركز خطط التطوير على الجمع بين الحداثة والحفاظ على القيم التاريخية والدينية. وتشهد المدينة حاليًا أعمال تطوير لمواقع تاريخية مثل جبل أحد ومناطق الغزوات. إلى جانب إحياء الأسواق التراثية وتنظيم فعاليات ثقافية لتعزيز السياحة الداخلية.
رؤية السعودية 2030 تدفع القطاع إلى افاق جديدة
يمثل ازدهار السياحة في المدينة المنورة خطوة مهمة نحو تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، التي تسعى لاستقطاب 150 مليون زائر سنويًا. وتعمل الحكومة على ترسيخ مكانة السياحة كأحد أعمدة الاقتصاد الوطني، من خلال تحسين جودة الخدمات. وزيادة الاستثمارات، وتوسيع البنية التحتية الحديثة.
ويرى مراقبون أن نجاح المدينة المنورة في جذب المزيد من الزوار يسهم في تعزيز دور السعودية كمركز عالمي للسياحة الدينية والثقافية. ويدعم مسيرة التحول الاقتصادي المستدام في السنوات المقبلة.