تحولت بورصة لندن للمعادن إلى المستفيد الأكبر من الرسوم الجمركية الأمريكية على واردات النحاس، بعد أن أحدثت تلك الإجراءات اضطراباً واسعاً في الأسواق وأعادت رسم خريطة المنافسة بين مراكز التداول العالمية.
فقد قفزت أحجام تداول عقود النحاس في بورصة لندن بنسبة 4% خلال العام الحالي، لتتفوق على نظيرتها الأمريكية “كوميكس” التي شهدت تراجعاً حاداً بلغ 34% في الأشهر التسعة الأولى من العام.
استثناء النحاس من الرسوم الجمركية
القرار الأمريكي الذي استثنى النحاس المكرر من الرسوم الجمركية، مع فرضها على المنتجات شبه المصنعة مثل الأنابيب والأسلاك والكابلات. فاجأ الأسواق وأحدث فروقات سعرية كبيرة بين البورصتين. وفقاً لما ذكرته “العربية”.
هذه الفروقات أتاحت للبورصة البريطانية ميزة تنافسية واضحة. كونها تعتمد نظام تداول بعيداً عن تأثير الرسوم الجمركية والضرائب الأمريكية، مما عزز جاذبية عقودها لدى المستثمرين الدوليين.
منافسة متجددة في سوق المعادن
تأتي هذه التطورات في وقت تتصاعد فيه المنافسة بين بورصة لندن ومجموعة CME الأمريكية. مع تنامي الطلب العالمي على المعادن الأساسية ومعادن البطاريات مثل النحاس والليثيوم والكوبالت.
وشهد العام الحالي قفزة في أسعار النحاس تجاوزت 11 ألف دولار للطن بسبب تعطل الإنتاج في بعض المناجم الكبرى. ما زاد من زخم التداول في السوق العالمية.
نظام التخزين يمنح لندن الأفضلية
واستفادت بورصة لندن من نظام التخزين في مستودعاتها المعفاة من الرسوم الجمركية. حيث يمكن تخزين المعادن دون سداد ضرائب مسبقة حتى داخل الأراضي الأمريكية.
في المقابل، تفرض بورصة “كوميكس” تسديد الرسوم قبل إدخال المعادن إلى مستودعاتها. وهو ما جعل المتعاملين يسارعون إلى تخزين النحاس الأمريكي قبل دخول الرسوم الجديدة حيز التنفيذ.
وأدى هذا الوضع إلى اتساع الفارق السعري بين عقود النحاس في السوقين إلى نحو 3 الاف دولار للطن، في مستوى غير مسبوق منذ سنوات.