بيان “عربي – تركي” يرحب بالتزام دمشق بمحاسبة المتورطين في أحداث السويداء ويدين الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا

رحبت محادثات خليجية – عربية – تركية بالخطوات التي اتخذتها القيادة السورية لاحتواء التصعيد في محافظة السويداء. جنوب سوريا، ولا سيما التزام الرئيس السوري أحمد الشرع بمحاسبة المتورطين في التجاوزات الأخيرة. مع التأكيد على أهمية بسط سلطة الدولة وسيادة القانون في عموم الأراضي السورية.

وشدد المشاركون في هذه المحادثات التي ضمت وزراء خارجية كل من السعودية. والإمارات، وقطر، والبحرين، وسلطنة عمان، والكويت، والأردن، والعراق، ولبنان، ومصر، وتركيا. على ضرورة حماية المدنيين، وضمان وحدة الأراضي السورية. ونبذ الطائفية والعنف، ورفض كافة أشكال التحريض والفتنة، باعتبارها تهديداً مباشراً للسلم الأهلي.

تحرك دبلوماسي مشترك لدعم سوريا

وخلال الاجتماعات التي امتدت على مدى يومين، ناقش الوزراء تطورات الأوضاع الميدانية في سوريا. خاصة في أعقاب الاشتباكات الدامية التي اندلعت بين عشائر البدو ومجموعات مسلحة في السويداء منتصف يوليو الجاري. والتي أسفرت عن سقوط ضحايا من المدنيين والعسكريين. وسط تحركات واسعة لقوى الأمن الداخلي لضبط الأوضاع وإعادة الاستقرار.

وفي هذا السياق، رحب البيان المشترك بالاتفاق الذي تم التوصل إليه لإنهاء الأزمة في السويداء. والذي تضمن 14 بنداً، مؤكدين ضرورة تنفيذه الكامل من أجل الحفاظ على سلامة المدنيين. وحقن الدم السوري، ودعم الجهود الوطنية لبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها.

الرئيس السوري يتهم إسرائيل بإشعال التوترات

من جانبه، اتهم الرئيس السوري أحمد الشرع، في أول تصريح له منذ اندلاع الأحداث. إسرائيل بالوقوف وراء تصعيد التوتر في الجنوب السوري. قائلاً إنها “تسعى لخلق الفتن داخل سوريا”. مشيرًا إلى أن “تصرفاتها كانت سبباً رئيسياً في تعقيد المشهد في السويداء”.

وفي رسالة مباشرة إلى الطائفة الدرزية. قال الشرع: “نرفض أي مسعى خارجي يسعى لجرّكم إلى صراع يخدم أجندات لا علاقة لها بمصلحة سوريا”. مؤكدًا حرص الدولة على وحدة الصف، وعدم السماح لأي جهة خارجية بالتأثير على النسيج السوري المتماسك.

إدانة عربية – تركية للاعتداءات الإسرائيلية

وعبّر البيان الخليجي – العربي – التركي عن إدانته الشديدة للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية. واصفًا إياها بـ”الخرق الفاضح للقانون الدولي”، و”الاعتداء السافر على السيادة السورية”. معتبرين أنها تعرقل الجهود الإقليمية والدولية لإعادة بناء سوريا، وتشكل تهديدًا للأمن الإقليمي.

وأكد البيان أن ما قامت به إسرائيل من قصف طال عدة أهداف داخل سوريا تحت مزاعم حماية الأقليات. لا يبرر انتهاك سيادة دولة مستقلة عضو في الأمم المتحدة. داعين إلى وضع حد فوري لمثل هذه الاعتداءات، وإلى تحرك أممي جاد لضمان احترام قرارات الشرعية الدولية. وعلى رأسها القرار 2766، واتفاقية فض الاشتباك الموقعة عام 1974.

دعوة لدعم دولي وإعادة الإعمار

واختتم البيان بدعوة المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم الكامل للحكومة السورية في جهودها لإعادة البناء. وضمان الاستقرار، وتهيئة الظروف الملائمة لعودة آمنة وكريمة للنازحين واللاجئين. مجددًا التأكيد على أن استقرار سوريا يشكل حجر الزاوية في أمن واستقرار المنطقة بأسرها.

كما طالب البيان مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه الشعب السوري. من خلال اتخاذ موقف حاسم لوقف جميع أشكال التدخل الخارجي. والعمل على حماية سيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها، بما يضمن تحقيق تطلعات شعبها في مستقبل آمن ومزدهر.