تتزايد التحذيرات من احتمال حدوث انهيار مالي عالمي كبير، في ظل تباطؤ الاقتصادي في أكبر اقتصادين في العالم. الولايات المتحدة المثقلة بالديون والصين التي تواجه حربًا تجارية متصاعدة تهدد قطاعها الصناعي.
وفي الوقت نفسه، تستمر التوترات الجيوسياسية، خصوصًا مع غياب مؤشرات على قرب حل الأزمة الروسية الأوكرانية. ما يضيف ضبابية على المشهد الاقتصادي العالمي. وقد أدى ذلك إلى موجات تضخم عنيدة وأسعار فائدة قياسية لا يبدو أنها ستتراجع قريبًا.
ديون عالمية تتجاوز 300 تريليون دولار
في حين يشير معهد التمويل الدولي إلى أن الدين العالمي تجاوز حاجز 300 تريليون دولار. وهو رقم يعكس مدى هشاشة الاقتصاد الدولي، خاصة في ظل ارتفاع معدلات الفائدة واستمرار الضغوط التضخمية.
ورغم أن دولاً كبرى مثل الولايات المتحدة والصين اعتادت على التعامل مع أعباء الديون. إلا أن استمرار هذا المسار قد يؤدي إلى اضطرابات مالية واسعة النطاق.
انهيار مالي أم تصحيح قاسٍ؟
يرى مازن سلهب، كبير استراتيجيي الاستثمار في «بايزيكس كابيتال ماركتس». أن الأسواق قد تكون مقبلة على تصحيح قاسٍ أكثر من انهيار شامل. مشيرًا إلى أن مؤشر الخوف (VIX) لم يعكس بعد حجم المخاطر الحقيقية في الأسواق.
وقال سلهب إن التضخم المرتفع يجبر البنوك المركزية على الإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة. ما يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي. كما أشار إلى الارتفاع الحاد في الديون العامة والخاصة، سواء لدى الدول الكبرى أو الشركات، محذرًا من أن القطاعات الأكثر عرضة للخطر هي العقارات والبنوك.
وأضاف أن الاقتصاد الصيني يعاني من أضعف نمو في عام كامل. بينما يسهم الارتباك السياسي في واشنطن في زيادة احتمالات اضطرابات مالية عالمية.
أسبوع حاسم لشركات التكنولوجيا
من جانبه، أكد رائد الخضر، كبير محللي الأسواق في «إيكويتي غروب». أن الأسواق المالية قد تشهد تصحيحات حادة، خاصة إذا جاءت نتائج أرباح شركات التكنولوجيا دون التوقعات.
وأوضح أن الارتفاعات القياسية في أسهم شركات الذكاء الاصطناعي ساهمت في دفع الأسواق إلى مستويات تاريخية. إلا أن أي تراجع في أرباح هذه الشركات قد يدفع المستثمرين إلى التخارج من القطاع. ما سيؤدي إلى هبوط جماعي في المؤشرات العالمية.
الذهب والفضة بين التحوط والمخاطر
كما أنه أشار مازن سلهب إلى أن الارتفاع القياسي للذهب، الذي زاد بنحو 60% منذ بداية العام ليصل سعر الأونصة إلى أكثر من 4200 دولار. يمثل إشارة قلق أكثر من كونه ملاذًا آمنًا، خصوصًا في ظل ابتعاد البنوك المركزية عن الدولار.
كما لفت إلى أن الفضة ارتفعت بأكثر من 70% لتتداول فوق 50 دولارًا للأونصة، بعد أن كانت بين 26 و30 دولارًا مطلع 2025. مشيرًا إلى أن المستويات الفنية متشبعة شرائيًا، ما يجعل أي تصحيح مقبل قاسيًا للغاية.
أما رائد الخضر فاعتبر أن الذهب سيواصل الاستفادة من موجات الطلب العالمية حتى نهاية العام. لكنه حذر من تقلبات حادة، مستشهدًا بفقدان الذهب 200 دولار في 24 ساعة واحدة وهي حركة نادرة في الأسواق.
العملات المشفرة بين الصعود والانهيار
في حين تأثرت العملات المشفرة بشدة بقرارات الحرب الجمركية الأمريكية الصينية. فبعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض تعرفة إضافية بنسبة 100% على الواردات الصينية اعتبارًا من نوفمبر المقبل. شهدت السوق انهياراً بأكثر من 70% قبل أن تستعيد جزءًا من خسائرها.
وقال سلهب إن العملات المشفرة ما زالت أصولاً مضاربية عالية المخاطر، لكنها أثبتت قدرة على التعافي السريع. مشيرًا إلى أن البيتكوين أصبحت أكثر استقرارًا نسبيًا مقارنة بالأصول الحكومية.
ولا تزال البيتكوين تتداول فوق 108 آلاف دولار رغم تراجعها المؤقت إلى 101 ألف دولار بعد القرار الجمركي. كما عادت الإيثريوم إلى مستويات تفوق 4000 دولار بعد هبوطها إلى أقل من 3500. في حين استعادت ريبل وسولانا معظم خسائرهما لتتداولا عند 2.5 دولار و190 دولارًا على التوالي.