خاص| “زياد ياسر” عدسة رشيد الشابة التي أسرت جمال الطبيعة والشارع والتراث

في زحمة الحياة اليومية وصخب الشوارع، تبرز عدسة المصور الشاب زياد ياسر (24 عامًا) من مدينة رشيد لتلتقط لحظات الجمال الخفي، وتوثق تفاصيل الحياة اليومية، وتخلد عبق التاريخ.

زياد، الذي اكتشف شغفه بالتصوير عام 2017، يعد اسمًا واعدًا في عالم التصوير الفوتوغرافي، حيث يجمع بين حب الطبيعة، ولقطات الشارع العفوية، وتوثيق المهن اليدوية القديمة، وجمال المباني الأثرية والمساجد العتيقة.

زياد ياسر

شغف بدأ في مطروح

بدأت رحلة زياد مع التصوير خلال رحلة عائلية إلى مرسى مطروح في صيف 2017، سحرته الأجواء هناك، من شواطئ خلابة وغروب الشمس الساحر، إلى الكورنيش النابض بالحياة.

يقول زياد: “أحببت توثيق هذه الأجواء، وهذا الشغف ورثته عن والدي الذي كان يهتم بالتوثيق أيضًا، شعرت وكأنني أسير على خطاه، وكانت هذه اللحظات هي الشرارة الأولى التي أشعلت بدايتي في التصوير.”

إنجازات تضيء المسيرة

لم يتوقف طموح زياد عند حدود مدينته، بل امتد ليبلغ العالمية فقد شارك في مسابقة فوكس أووردز الدولية للتصوير الفوتوغرافي بصورتين مميزتين.

زياد ياسر

الصورة الأولى كانت ضمن محور الحياة اليومية في الشارع، بينما جاءت الثانية في محور “الصحافة والإعلام”، ليحقق زياد المركز الثالث عن جدارة.

ولم يقتصر تألقه على المسابقات الدولية، ففي الأسبوع الماضي، احتفلت جريدة الجمهورية بنشر ثلاثة من أعماله الفوتوغرافية التي توثق الحياة اليومية في رشيد، وذلك في عدد يوم 18 مايو، ضمن صفحة الشباب المخصصة للمواهب الصاعدة.

كما شارك زياد في معرض “فوتوغرافيا الشعوب” بالإسكندرية، بالتعاون مع مبادرة “نادي عدسة” ووزارة الثقافة.

وقد تم قبول عملين له في المعرض، وطبع أحدهما، وهو صورة مؤثرة لمزارع يحمل البرسيم في الريف المصري، لتسليط الضوء على جماليات الحياة الريفية وبساطتها.

ومن أبرز إنجازاته أيضًا فوز إحدى صوره في مسابقة “فوتو ووك” التي تقام في الرابع من أكتوبر من كل عام، ويشارك فيها مصورون وجهات متعددة حول العالم. الصورة الفائزة كانت لجولة رشيد، وتجسد عاملًا في ورشة حدادة، مما يعكس اهتمام زياد بتوثيق المهن والحرف اليدوية الأصيلة.
تلقى زياد أيضًا شهادات تقدير لأعماله على موقع “35 أووردز” العالمي للتصوير الفوتوغرافي، مما يؤكد جودة أعماله وتميزها على الساحة الدولية.

أسلوب فني يركز على المشاعر والتفاصيل

لا يتبع زياد ياسر أسلوبًا واحدًا في التصوير، بل يعتمد على ما يوحيه إليه المشهد أمامه. يقول: “أنا أركز على الكادر الذي أمامي، وأصور ما يناسبه. سواء كانت لقطة بعيدة تظهر المسجد في الخلفية، أو تفصيلة قريبة مثل بالون في يد طفل، أو تعبيرات وجه الأهل.”

كما يتميز زياد بتركيزه على الوجوه، وخاصة وجوه الأطفال والناس العاديين في الشارع. حيث يبحث عن التفاصيل المميزة، مثل طفل يلعب على أرجوحة، أو يحمل بالونًا. يتذكر زياد بفخر صورته لعائلة تلتقط سيلفي في ساحة صلاة العيد بمسجد أبو مندور في رشيد، والتي عكست الفرحة العارمة بالعيد.

صلاة عيد الأضحى- مدينة رشيد- مسجد أبو المندور- عدسة زياد ياسر

وعند تصوير المساجد الأثرية، يركز زياد على أدق التفاصيل المعمارية، مثل اللون الفاتح للأبيض، وتفاصيل الأعمدة القديمة، والخشب في السقف، والمصابيح، وجمالية القبة، وخاصة في أوقات الصباح الباكر أو عندما يكون الضوء خافتًا، مما يضفي على الصورة سحرًا خاصًا.

صلاة عيد الأضحى- مدينة رشيد- مسجد أبو المندور- عدسة زياد ياسر

لا يكتفي زياد بتوثيق الجمال المعماري فحسب، بل يسعى لربط العنصر البشري بالمكان، موضحًا فرحة الأهالي والأطفال بالعيد في محيط هذه الصروح الدينية.

إضاءة طبيعية ولمسة فنية

في تعامله مع الإضاءة، يعتمد زياد بشكل أساسي على الإضاءة الطبيعية، حيث يؤكد أن جودة الكاميرا تساهم في الحصول على صور رائعة، وأن شروق الشمس يمنح الصورة نعومة وهدوءًا، ويقلل الحاجة إلى التعديلات الكثيرة.

ويردف: “في الشارع، لا أستخدم أي فلاش أو إضاءة إضافية. الشمس هي العنصر الأساسي، وهي المحور الذي أعتمد عليه في إضاءة أعمالي.”

يسعى زياد من خلال عدسته إلى إظهار الفرحة التي يعيشها الناس في العيد، وربطها بالمسجد كعنصر أساسي، مما يضيف عمقًا وقوة لصورته. إنه يركز على المشاعر والتعبيرات، سواء كانت لطفل يلعب وحده، أو لأسرة تتقاسم لحظات الفرح.

زياد ياسر، بموهبته الفطرية وعينه الثاقبة، يواصل رحلته في عالم التصوير، ليقدم لنا صورًا تحكي قصصًا، وتوثق لحظات، وتحمل في طياتها جمال الحياة في رشيد.