أكد مسؤول في البيت الأبيض أن شركة أبل ستعلن خلال ساعات عن استثمار إضافي بقيمة 100 مليار دولار في الولايات المتحدة، ضمن جهود موسعة لتوطين التصنيع وتقليل الاعتماد على سلاسل التوريد الآسيوية. ومن المنتظر أن يعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن هذه الخطوة رسميًا في وقت لاحق اليوم الأربعاء.
جزء من خطة أوسع بقيمة 500 مليار دولار
في حين يأتي هذا الإعلان كجزء من خطة استثمارية أوسع كشفت عنها أبل مطلع هذا العام، تتضمن التزامًا بضخ 500 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي. وتهدف هذه المبادرة إلى توسيع القاعدة الصناعية المحلية، وتقليل الاعتماد على التصنيع في دول مثل الصين والهند وفيتنام.
ترامب: “أمريكا أولاً” تؤتي ثمارها
قال المتحدث باسم البيت الأبيض، تايلور روجرز، إن أجندة ترامب الاقتصادية المعتمدة على مبدأ “أمريكا أولًا” جذبت تريليونات الدولارات من الاستثمارات. وكان لأبل دور كبير في دعم الوظائف المحلية والصناعة الأمريكية.
إطلاق برنامج التصنيع الأمريكي بقيادة أبل
في حين سيتضمن الاستثمار الجديد إطلاق برنامج التصنيع الأمريكي. الذي يستهدف نقل أجزاء من سلاسل التوريد الخاصة بأبل إلى الداخل الأمريكي. إلى جانب تشجيع شركات تكنولوجيا أخرى على تصنيع مكونات أجهزتها داخل البلاد.
ورغم أن أبل لم تصدر بيانًا رسميًا بعد، إلا أن وكالة بلومبرج كانت أول من كشفت عن هذه الخطوة. وسجل سهم أبل ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 3.5% صباح الأربعاء، وهو أقوى صعود يومي منذ مايو، رغم استمرار تراجعه بنسبة 16% منذ بداية العام.
تحديات تواجه توطين التصنيع
ويرى مراقبون أن نقل التصنيع إلى الولايات المتحدة سيصطدم بعدة عوائق، أبرزها ارتفاع تكلفة العمالة مقارنة بالدول الآسيوية، ونقص الأيدي العاملة الفنية المؤهلة، إضافة إلى استمرار الاعتماد على الموردين من آسيا لشحن بعض المكونات، ما قد يؤثر على كفاءة الإنتاج.
ترامب يضغط… وأبل تتأقلم مع التغييرات السياسية
لطالما مارس ترامب ضغوطًا على شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل أبل وسامسونج. لنقل عمليات التصنيع إلى داخل الولايات المتحدة، مهددًا بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25% على المنتجات المصنعة في الخارج.
لكن حتى الآن، تم استثناء الهواتف الذكية من الرسوم الجديدة المفروضة على الهند. ما يترك المجال مفتوحًا أمام أبل للمناورة.
وفي إطار التزامها، أعلنت أبل عن إنشاء أكاديمية تصنيع في ديترويت. بالإضافة إلى التعاقد مع شركة MP Materials لتوريد العناصر الأرضية النادرة محليًا.
أبل مرنة في التكيف مع التحولات السياسية
في حين يرى محللون أن أبل تتمتع بقدرة عالية على المرونة والتكيف مع المتغيرات السياسية. بفضل علاقات قوية تربط رئيسها التنفيذي تيم كوك بالإدارة الأمريكية.
في حين يقول المحلل تيد مورتنسون إن “كوك وفريقه يمتلكون حسًا استباقيًا لفهم توجهات البيت الأبيض والتخطيط وفقًا لها.
موجة استثمارات تقنية في الداخل الأمريكي
في حين يذكر أن عددًا من شركات التكنولوجيا الكبرى الأخرى، مثل تايوان لأشباه الموصلات وتكساس إنسترومنتس وإنفيديا. أعلنت مؤخرًا عن استثمارات بمليارات الدولارات لدعم التصنيع المحلي. في ظل بيئة اقتصادية تتحول تدريجيًا نحو التقليل من الاعتماد على آسيا وتعزيز الإنتاج الأمريكي.