سجل قطاع الطاقة في سوق أبوظبي للأوراق المالية أداءً لافتًا خلال النصف الأول من عام 2025، تصدرت خلاله ثلاث شركات المشهد: أدنوك للحفر، وأدنوك للتوزيع، ودانة غاز. ويعكس هذا الأداء المتقدم ارتفاع شهية المستثمرين نحو القطاع وسط حالة من التفاؤل بالاستراتيجية الطاقوية لدولة الإمارات.
ووفقًا لبيانات رصدتها CNN الاقتصادية، تجاوز إجمالي قيمة التداول على أسهم هذه الشركات 10.2 مليار درهم، بأحجام تداول فاقت 3.55 مليار سهم، عبر أكثر من 281 ألف صفقة.
أدنوك للحفر.. الأداء الأقوى في القطاع
في حين تصدر سهم أدنوك للحفر قائمة الأسهم الأفضل أداءً في قطاع الطاقة، محققًا مكاسب بنسبة 7.75% ليغلق عند 5.70 درهم بنهاية يونيو 2025.
في حين سجل السهم تداولات تجاوزت 6.91 مليار درهم عبر 157,661 صفقة، بحجم تداول بلغ 1.29 مليار سهم. وبلغت القيمة السوقية للشركة خلال الفترة نحو 91.2 مليار درهم.
كفاءة تشغيلية ونتائج مالية قوية
في حين قال محمد الفراج، رئيس أول إدارة الأصول في شركة “أرباح المالية”، إن أداء أدنوك للحفر مدعوم بربحية سهم بلغت 0.33 درهم، وهي الأعلى بين الشركات الثلاث. مع عائد على الأصول 18.99% وعائد على حقوق الملكية 38.7%.
في حين أشار إلى أن السهم يتمتع بتوزيعات نقدية تبلغ 0.18 درهم، وسعر تداول 5.82 درهم، ويعد جزءًا من المؤشر العام بنسبة 3.46%. كما أوضح أن مكرر الربحية 17.78 يظهر توازنًا بين النمو والتقييم، بينما تبلغ نسبة المديونية نحو 58.33%.
أدنوك للتوزيع.. صعود لافت وتوزيعات سخية
ارتفع سهم أدنوك للتوزيع بنسبة 6.38% خلال النصف الأول من العام، ليغلق عند 3.67 درهم، وسط تداولات نشطة تجاوزت قيمتها 2 مليار درهم عبر 78,894 صفقة.
وتُقدّر القيمة السوقية للشركة بنحو 45.87 مليار درهم، بينما يبلغ رأس مالها مليار درهم.
عائد استثنائي رغم المديونية المرتفعة
في حين أوضح الفراج أن عائد حقوق الملكية لأدنوك للتوزيع تخطى 99%. ما يعكس كفاءة تشغيلية عالية رغم اعتمادها الكبير على التمويل بالدين، حيث بلغت نسبة المديونية 238%.
في حين أضاف أن التوسع في التنقيب والمشاريع البحرية، بدعم من استراتيجية أدنوك الأم، ساهم في تحسين إيرادات الشركة. كما أشار إلى أن توزيعات السهم 0.21 درهم تعد الأعلى في القطاع، مما يجعل السهم جاذبًا للمستثمرين الباحثين عن دخل ثابت.
المشاريع التوسعية لأدنوك تدعم نمو الشركات التابعة
في حين أكد الفراج أن الاستراتيجية التوسعية التي تنتهجها مجموعة أدنوك لعبت دورًا أساسيًا في تعزيز الثقة بسوق الطاقة الإماراتي. مشيرًا إلى إعلان المجموعة عن خطة لرفع إنتاج النفط إلى 5 ملايين برميل يوميًا بحلول 2027.
كما أشار إلى توسعات في مشاريع الغاز الطبيعي والطاقة منخفضة الانبعاثات مثل الهيدروجين الأزرق والكربون النظيف. بالإضافة إلى توقيع شراكات دولية في التكرير والنقل والحفر.
وأوضح أن هذه التحركات أسهمت في زيادة جاذبية شركات مثل أدنوك للحفر وأدنوك للتوزيع. باعتبارهما أذرع تشغيلية رئيسية للمجموعة.

أدنوك للحفر
دانة غاز.. أداء متماسك رغم المؤشرات المتواضعة
أنهى سهم دانة غاز النصف الأول من عام 2025 بارتفاع 4.24%، ليغلق عند 0.737 درهم.
في حين سجل السهم تداولات بقيمة 1.3 مليار درهم، عبر 44,754 صفقة، بحجم تداول قارب 1.68 مليار سهم. وبلغت القيمة السوقية للشركة نحو 5.15 مليار درهم.
تقييم منخفض يجذب المستثمرين
أوضح الفراج أن سهم دانة غاز استفاد من تقييم منخفض جعله مناسبًا للمستثمرين والمضاربين، رغم أن ربحية السهم لم تتجاوز 0.08 درهم، والعائد على الأصول بلغ 5.35%.
في حين أشار إلى أن تحسن التدفقات النقدية من عمليات الشركة في مصر وكردستان العراق، وتحصيل مستحقات متأخرة، إلى جانب ارتفاع أسعار الغاز، ساعد في تحسين الأداء. كما أن انخفاض المخاطر السياسية ساهم في تعزيز ثقة السوق بالشركة.
عوامل تدعم صعود أسهم الطاقة في أبوظبي
في حين أرجع الفراج الصعود اللافت لأسهم الطاقة في سوق أبوظبي إلى عدة عوامل مجتمعة. أبرزها:
• ارتفاع أسعار النفط والغاز نتيجة التوترات الجيوسياسية.
• زيادة الإنفاق الحكومي على مشاريع الطاقة والبنية التحتية.
• تحسن الأداء الاقتصادي للإمارات.
• إعلان مشاريع توسعية من قبل أدنوك.
• جاذبية توزيعات الأرباح المنتظمة للمستثمرين.
جاذبية متزايدة للمستثمرين المحليين والأجانب
أوضح الفراج أن الاستقرار المالي والتشغيلي الذي أظهرته الشركات الثلاث، إلى جانب التوزيعات النقدية المجزية. جعل من القطاع خيارًا مفضلًا للمؤسسات الاستثمارية، في ظل توجه عالمي نحو القطاعات ذات النمو المستدام.