ارتفعت أسعار النفط في تعاملات يوم الخميس، لتعوض خسائرها المسجلة خلال الجلسات الثلاث الماضية. مدعومة ببيانات اقتصادية إيجابية من الولايات المتحدة والصين، أكبر مستهلكين للنفط عالميًا. بالإضافة إلى مؤشرات على تهدئة التوترات التجارية العالمية.
وسجل خام برنت ارتفاعًا بـ24 سنتًا أو ما يعادل 0.35% ليصل إلى 68.76 دولار للبرميل بحلول الساعة 04:57 بتوقيت جرينتش. فيما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميريكي بـ33 سنتًا أو 0.5% ليبلغ 66.71 دولار للبرميل. ويأتي هذا الارتفاع بعد تراجع كلا الخامين بأكثر من 0.2% في جلسة التداول السابقة.
عوامل داعمة لأسواق النفط
وكما عزت المحللة المستقلة تينا تانج هذا الارتفاع إلى تراجع حدة الخطاب التجاري للرئيس الأميريكي دونالد ترامب. حيث أبدى مرونة تجاه الصين وألمح إلى خفض الرسوم الجمركية على الدول الصغيرة. مشيرة إلى ذلك كتطور إيجابي في المشهد التجاري العالمي.
وفي السياق ذاته، قال ترامب إن بلاده بصدد إرسال الرسائل المتعلقة بالرسوم الجمركية الجديدة قريبًا، مع احتمال فرض تعريفة موحدة تتراوح بين 10% و15%. كما أعلن عن اتفاقيات تجارية جديدة مع إندونيسيا وفيتنام، وأعرب عن تفاؤله بقرب التوصل إلى صفقات مماثلة مع الصين والهند وأوروبا.
البيانات الاقتصادية ومخزونات النفط
من جهة أخرى، أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية انخفاضًا في مخزونات الخام بمقدار 3.9 مليون برميل لتصل إلى 422.2 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، وهو تراجع يفوق التوقعات التي أشارت إلى انخفاض قدره 552 ألف برميل فقط. ويعكس هذا الانخفاض نشاطًا قويًا في المصافي، وتراجعًا في الإمدادات، وارتفاعًا في الطلب على الخام.
لكن في المقابل، أدى ارتفاع مخزونات البنزين والديزل إلى الحد من مكاسب الأسعار. مما أثار مخاوف من تراجع الطلب الموسمي على الوقود، خاصة مع ذروة موسم السفر الصيفي، بحسب محللين في إيه إن زد.
تحسن اقتصادي عالمي رغم التحديات
كما أشار تقرير صادر عن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إلى تحسن في النشاط الاقتصادي خلال الأسابيع الأخيرة. لكنه حذر من أن النظرة المستقبلية تبقى محايدة إلى سلبية قليلًا في ظل استمرار الضغوط الناتجة عن الرسوم الجمركية.
وفي الصين، ورغم تباطؤ النمو الاقتصادي في الربع الثاني من 2025، إلا أنه جاء أفضل من التوقعات بفضل تسارع الشحنات لتجنب الرسوم الأميريكية. كما ارتفع معدل تكرير النفط بنسبة 8.5% خلال يونيو على أساس سنوي، ما يشير إلى زيادة في الطلب على الوقود.
وفي حين أكد جون بايزي، رئيس شركة ستراتاس أدفايزرز، أن الدعم للأسواق جاء من تحسن العلاقات التجارية، لافتًا إلى رفع الحظر عن رقائق الذكاء الاصطناعي الصينية. وإبرام اتفاقيات جديدة مع دول آسيوية، ما عزز الثقة في استقرار الطلب على الطاقة.