أعلنت شركة أسمنت المنطقة الجنوبية، إحدى أبرز الشركات الصناعية في المملكة العربية السعودية, أن مجلس إدارتها وافق خلال اجتماعه المنعقد في الأول من سبتمبر 2025. على طلب الرئيس التنفيذي عقيل بن فطيس بن كدسه إنهاء العلاقة التعاقدية بالتراضي، وذلك اعتبارًا من تاريخ 30 سبتمبر الجاري. وأوضحت الشركة أن الاستقالة جاءت بناءً على ظروفه الخاصة، بعد مسيرة امتدت لقرابة خمس سنوات قاد خلالها الشركة في فترة مليئة بالتحديات والتحولات الاقتصادية.
إشادة بمسيرة الرئيس التنفيذي
أشارت “أسمنت الجنوب” في بيانها المنشور على موقع “تداول السعودية”. إلى أن عقيل بن فطيّس بن كدسه أسهم في تحسين أداء الشركة منذ توليه منصب الرئيس التنفيذي في نوفمبر 2020. وخلال هذه الفترة. ركز على تعزيز كفاءة العمليات التشغيلية وتطوير استراتيجيات النمو، رغم ما واجهته الشركة من ضغوط سوقية وظروف اقتصادية صعبة. وأكدت الإدارة أن بصماته ستظل واضحة في مسيرة الشركة، خاصة فيما يتعلق ببرامج التحول التشغيلي والإداري التي جرى تطبيقها.
انخفاض أرباح “أسمنت الجنوب” بنسبة 50%
يأتي قرار الاستقالة في وقت سجلت فيه الشركة نتائج مالية متراجعة خلال الربع الثاني من العام الحالي. حيث انخفضت أرباح “أسمنت الجنوب” بنسبة 50% لتسجل نحو 15 مليون ريال، مقارنةً بـ30 مليون ريال في الفترة نفسها من العام الماضي.
وأوضحت الشركة أن التراجع يعود بشكل أساسي إلى انخفاض كمية المبيعات، إضافةً إلى ارتفاع تكلفة الوحدة المباعة، وانخفاض الإيرادات التمويلية. وتعكس هذه المؤشرات التحديات التي يمر بها قطاع الأسمنت بشكل عام، في ظل تباطؤ الطلب وارتفاع تكاليف الإنتاج.
انتظار إعلان خليفة الرئيس التنفيذي
أكدت الشركة أنها ستعلن في الوقت المناسب عن أي تطورات تخص تعيين أو تكليف رئيس تنفيذي جديد لقيادة المرحلة المقبلة. ويترقب المستثمرون والمهتمون بقطاع الأسمنت هوية الرئيس التنفيذي القادم، وما إذا كان سيتم اختيار شخصية من داخل الشركة لاستكمال خططها، أم سيتم الاستعانة بخبرة جديدة من خارجها.
“أسمنت الجنوب” بين الماضي والمستقبل
تُعد شركة أسمنت الجنوب من الشركات الرائدة في صناعة الأسمنت بالمملكة، حيث تأسست عام 1978 وأسهمت بشكل بارز في دعم النهضة العمرانية والتنموية في مناطق الجنوب. وتملك الشركة عدة مصانع بطاقة إنتاجية كبيرة، وتُعتبر منتجاتها من الأكثر انتشارًا في السوق المحلي.
ومع ذلك، تواجه الشركة اليوم تحديات تتعلق بتراجع الطلب على الأسمنت، وارتفاع تكاليف التشغيل، وزيادة المنافسة في السوق. وهو ما يضع الإدارة المقبلة أمام مسؤولية كبيرة لإعادة صياغة استراتيجيات النمو، وتحقيق التوازن بين ضبط التكاليف والمحافظة على الحصة السوقية.
نظرة مستقبلية
يرى محللون أن استقالة الرئيس التنفيذي قد تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التطوير وإعادة الهيكلة داخل “أسمنت الجنوب”. كما أن نجاح الشركة في تجاوز التحديات الراهنة سيعتمد على قدرة الإدارة المقبلة في تنويع مصادر الإيرادات، وتحسين الكفاءة التشغيلية، والاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة في قطاع البناء والتشييد.