توقع عدد من محللي قطاع الطاقة أن يؤدي قرار تحالف أوبك بلس بزيادة إنتاجه النفطي بمقدار 548 ألف برميل يومياً خلال أغسطس المقبل إلى انخفاض سعر خام برنت إلى ما دون 60 دولار للبرميل قبل نهاية العام، إذا استمرت الاتجاهات الحالية في الأسواق.
وتأتي هذه الزيادة، التي تعد الأكبر منذ شهور، في إطار مساعي التحالف لاستعادة حصصه السوقية التي فقدها خلال فترة تقليص الإمدادات بهدف إعادة التوازن بين العرض والطلب. ويفوق هذا الرفع الجديد في الإنتاج الزيادات السابقة التي تراوحت بين 138 ألف و411 ألف برميل يومياً خلال الأشهر من أبريل حتى يوليو.
ويأتي القرار بعد أول اجتماع للتحالف منذ موجة تقلبات أسعار النفط الناتجة عن التصعيد العسكري في المنطقة، خصوصًا الهجمات الأميركية والإسرائيلية على إيران. كما جاء مدفوعًا بتجاوز بعض الدول الأعضاء مثل العراق وكازاخستان لحصصها الإنتاجية، ما تسبب في تذمّر دول أخرى التزمت بقيود الإنتاج.
ردود أفعال السوق والمحللين
قال جورج ليون، النائب الأول للرئيس في شركة ريستاد إنيرجي. إن هذه الزيادة فاقت التوقعات وترسل رسالة واضحة إلى السوق مفادها أن التحالف مستعد للتحرك بقوة نحو استعادة حصته السوقية. مضيفًا أن أوبك بلس قد تستهدف رفعًا إضافياً يصل إلى 1.66 مليون برميل يومياً مستقبلاً. مع توقعاتها بزيادة الطلب العالمي رغم التوترات الجيوسياسية المستمرة في الشرق الأوسط وأوكرانيا وليبيا.
وتشمل الزيادة المنتظرة ثماني دول رئيسية في التحالف، هي: السعودية، روسيا، الإمارات، الكويت، عمان، العراق، كازاخستان، والجزائر. كما تقرر منح الإمارات حصة إضافية تبلغ 300 ألف برميل يومياً.
من جانبه، أشار ديفيد جوربناز، محلل أسواق النفط لدى ICIS، إلى أن هذه الخطوة قد تغير ديناميكيات السوق بشكل ملحوظ. خاصة أنها تعكس رغبة أوبك بلس في مواجهة المنتجين من خارج التحالف، كمنتجي النفط الصخري الأميركي. لكنه حذر في الوقت ذاته من أن زيادة المعروض قد تتجاوز الطلب. خاصة بعد انتهاء موسم الصيف، مما قد يؤدي إلى فائض في السوق وانخفاض في الأسعار.
طلب موسمي وقلق من الفوائض
وأشار تقرير لوكالة رويترز إلى أن استهلاك النفط في السعودية والعراق يشهد زيادة موسمية خلال شهري يوليو وأغسطس. نظرًا لارتفاع الطلب على الكهرباء بسبب استخدام أجهزة التكييف. ويتوقع أن يتجاوز استهلاك النفط الخام في المملكة 600 ألف برميل يومياً خلال هذه الفترة.
ورغم أن هذه الزيادة في الطلب قد تساعد مؤقتاً في امتصاص جزء من المعروض الإضافي. فإن جوربناز يرى أن الأسواق قد تواجه صعوبة في استيعاب الكميات الإضافية خلال النصف الثاني من العام، وسط تباطؤ محتمل في نمو الطلب.
تحذيرات من اختلال التوازن
بدوره، حذر أرن لوهمان راسموسن، كبير المحللين ورئيس قسم الأبحاث في “Global Risk Management”. من أن التحرك المفاجئ للتحالف قد يفسره السوق كتحول في استراتيجية أوبك بلس من التركيز على دعم الأسعار إلى السعي لزيادة الحصة السوقية. وهو ما قد يؤدي إلى فائض كبير في المعروض النفطي خلال الربع الرابع من العام، رغم الإنتاج المرتفع حالياً لدى بعض الدول.
واختتم راسموسن بالقول إن خفض الأسعار بات احتمال كبير في حال تراجع الطلب العالمي وتزايد المعروض. لا سيما مع استمرار التوترات الاقتصادية العالمية والحرب التجارية، ما يهدد بانخفاض إضافي في معنويات السوق.