سجلت شركة أوراسكوم للتنمية في مصر نتائج مالية وتشغيلية قوية في النصف الأول من عام 2025. مدفوعة بأداء متميز في القطاعات الثلاثة التي تنشط فيها، وهي التطوير العقاري، والفنادق والضيافة، وإدارة المدن. ورغم التحديات التي شهدها السوق العقاري، تمكنت الشركة من تعزيز إيراداتها وأرباحها التشغيلية، مع تحقيق معدلات نمو لافتة في بعض الأنشطة.
أكبر مشروعات أوراسكوم في مصر
قال محمد عامر، المدير العام للشركة، في مقابلة، إن قطاعي الفنادق وإدارة المدن يندرجان تحت بند الإيرادات المتكررة. والتي شكلت 44% من إجمالي الإيرادات خلال النصف الأول. وأوضح أن هذه النسبة تعكس قوة نموذج الأعمال واستدامة مصادر الدخل، خصوصًا مع التوسع المستمر في مدينة الجونة، التي تُعد أكبر مشروعات أوراسكوم في مصر. وتحتفل هذا العام بمرور 35 عامًا على تأسيسها.
وأكد عامر أن الشركة لا تقوم ببيع الأراضي لمجرد البيع، بل تتبع استراتيجية مدروسة تعتمد على تطوير منتجات عقارية تلبي احتياجات السوق. وأضاف أن عمليات بيع الأراضي التي تمت في السنوات الماضية كانت موجهة لمنتجات سكنية من فئة الـ Entry-Level، في إطار سياسة انتقائية مدروسة وليست دورية.
ارتفاع الإيرادات وهامش الربح
أظهرت نتائج النصف الأول من العام أن إيرادات الشركة ارتفعت بنسبة 12.9% لتصل إلى 11.5 مليار جنيه. فيما صعد هامش الربح الإجمالي من 40% إلى 45%، ما يعكس التركيز على الجودة وتعزيز الربحية المستدامة. كما سجلت الإيرادات التشغيلية نحو 3 مليارات جنيه. محققة نموًا استثنائيًا بلغ 222%، في أقوى أداء نصف سنوي منذ تأسيس الشركة.
الطلب على العقارات ومرونة في مواجهة التحديات
وحول وضع السوق العقاري، أشار عامر إلى أن القطاع يشهد عملية تصحيح طبيعية، إلا أن وجود طلب حقيقي على العقارات يبقي الوضع تحت السيطرة. ولفت إلى أن نحو 49% من مبيعات الشركة تأتي من خارج مصر. سواء من المصريين المقيمين في الخارج أو الأجانب الراغبين في العيش داخل مشروعات الشركة، خصوصًا في الجونة.
وأوضح أن التعامل بالدولار في هذه المشروعات يمنح أوراسكوم حماية من تقلبات سعر الصرف. ويعزز جاذبية الاستثمار العقاري فيها. كما أشار إلى أن الشركة تسعى للتوسع في أسواق جديدة وجذب المزيد من العملاء الدوليين، بما يدعم مرونة نموذج أعمالها على المدى الطويل.
تأثير محدود للرسوم الجديدة
وبشأن الرسوم الجديدة المفروضة على الأراضي. أكد عامر أنها استهدفت مطورين في مناطق محددة مثل الساحل الشمالي، وأن أوراسكوم للتنمية لم تتأثر بها. لكنه أشار إلى أن الشركة قد تتأثر بتطبيق ضريبة القيمة المضافة، موضحًا أن لهذه الضريبة آثارًا إيجابية وسلبية في الوقت ذاته، وأن تأثيرها يعتمد على آلية التطبيق. وأضاف أن الشركة تعمل على دراسة سبل التكيف معها ضمن خططها التشغيلية.
تراجع الأرباح الفصلية
ورغم قوة الأداء التشغيلي، سجّلت الشركة صافي ربح قدره 1.1 مليار جنيه في الربع الثاني من 2025. مقابل 1.9 مليار جنيه في الفترة نفسها من العام الماضي، بتراجع نسبته 42%. وأرجعت الشركة هذا التراجع إلى انخفاض مبيعات الأراضي خلال الفترة. كما انخفضت إيرادات الربع الثاني بنسبة 15.7% على أساس سنوي. لتصل إلى 5.1 مليار جنيه، رغم الزيادة الإجمالية في إيرادات النصف الأول.