في عصرنا الرقمي، بات الهاتف الذكي رفيقًا لا يفارقنا، حتى في الأماكن الأكثر خصوصية. فبعد أن كانت الصحف والمجلات هي رفيقة المرحاض، حل الهاتف محلها ليصبح عادة شائعة لدى الكثيرين. ولكن، يحذر الخبراء من أن هذه العادة، على الرغم من انتشارها، تحمل في طياتها مخاطر صحية جمة قد لا يدركها الكثيرون.
استخدام الهاتف في الحمام.. هاتفك قد يكون أقذر من مقعد المرحاض
أظهرت دراسة أجريت عام 2015 أن 9 من كل 10 أشخاص يستخدمون هواتفهم في الحمام بانتظام. ورغم أن البعض يرى في ذلك استغلالًا للوقت، إلا أن هذه العادة قد تؤثر سلبًا على الصحة بطرق متعددة.
أحد أبرز المخاطر هو تلوث الهاتف بالبكتيريا. فالحمام بيئة خصبة لأنواع عديدة من البكتيريا، بما في ذلك بكتيريا الإشريكية القولونية الموجودة في البراز، وأنواع أخرى مثل المكورات العقدية التي تتكاثر في بيئة الحمامات. في الواقع، أثبتت دراسة بريطانية أن شاشة الهاتف قد تكون أكثر تلوثًا من مقعد المرحاض نفسه.
يزداد خطر التلوث عند استخدام الحمامات العامة في المدارس أو الجامعات أو أماكن العمل، حيث يكون مستوى النظافة أقل تحكمًا وعدد المستخدمين أكبر. وإضافة إلى ذلك، يمكن أن يعود تلوث شاشات الهواتف إلى عدم غسل اليدين جيدًا بعد استخدام المرحاض.

استخدام الهاتف في الحمام.. عادة شائعة ولكنها خطيرة
نصائح لتقليل المخاطر: وقت أقل ونظافة أفضل
للحفاظ على الصحة وتجنب هذه المخاطر، ينصح المختصون بما يلي:
تجنب استخدام الهاتف في الحمام بشكل مطلق: هذه هي الخطوة الأولى والأكثر فعالية لتجنب تلوثه وزيادة خطر الإصابة بالاضطرابات الصحية.
قصر مدة الجلوس في المرحاض: ينصح بعدم قضاء أكثر من 1-15 دقيقة في الحمام. إذا لم تتمكن من قضاء حاجتك خلال هذا الوقت، لا تضغط على نفسك؛ اخرج من الحمام وعد إليه لاحقًا عند الشعور بالحاجة. هذه النصيحة تقلل أيضًا من خطر الإصابة ببعض الاضطرابات مثل البواسير والشقوق الشرجية.
غسل اليدين جيدًا: يجب فرك كل جزء من اليدين والأصابع بالصابون لمدة 20 ثانية على الأقل بعد كل استخدام للحمام، حتى لو لم تقضِ حاجتك.
إغلاق غطاء مقعد المرحاض قبل سحب السيفون: هذه الخطوة البسيطة تمنع انتشار البكتيريا وجزيئات الماء الملوثة بالبراز في الهواء. وبالتالي تقلل من تلوث جميع الأشياء في الحمام، بما في ذلك الهاتف، فراشي الأسنان، والملابس.
في الختام، على الرغم من الإغراء الذي قد يمثله استخدام الهاتف في الحمام كوسيلة لقضاء الوقت. فإن المخاطر الصحية المرتبطة به، من تلوث بالبكتيريا إلى زيادة خطر الإصابة بمشاكل صحية مثل البواسير. تجعل من التخلي عن هذه العادة خيارًا صحيًا حكيمًا.