حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من تدهور غير مسبوق في الوضع الإنساني بقطاع غزة، مؤكداً أن الأزمة الراهنة هي الأسوأ على الإطلاق منذ بداية الحرب في القطاع. جاء ذلك في تصريح للمتحدث باسم المكتب، ينس لايركه، أمس الثلاثاء، سلط فيه الضوء على المعاناة الشديدة التي يواجهها سكان القطاع.
الوضع الأسوأ على الإطلاق
في تصريحاته، قال ينس لايركه إن “الأزمة الإنسانية في غزة وصلت إلى مستويات غير مسبوقة”. ويأتي هذا التحذير ليؤكد على التقارير المتزايدة التي تتحدث عن كارثة إنسانية تتكشف في القطاع المحاصر، وتتطلب تدخلاً دولياً عاجلاً.
أكثر من مليوني شخص محاصرون ويتضورون جوعًا
أوضح المتحدث باسم “أوتشا” أن أكثر من مليوني شخص في قطاع غزة، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال، محاصرون داخل القطاع “يتضورون جوعًا”. ويشير هذا الرقم إلى حجم الكارثة التي تطال سكان القطاع، حيث يواجهون نقصاً حاداً في أبسط مقومات الحياة.
50 يوماً بدون مساعدات: أطول فترة انقطاع منذ بدء الحرب
لعل أبرز ما كشفه تصريح لايركه هو أن قطاع غزة لم يُسمح بدخول أي مساعدات إليه خلال الخمسين يوماً الماضية، وذلك وفقاً لما نشرته الأمم المتحدة. وأضاف المتحدث باسم “أوتشا” أن هذه الفترة هي “أطول فترة دون مساعدات أو إمدادات تجارية تدخل القطاع منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023”. ويؤكد هذا الانقطاع الطويل في تدفق المساعدات على حجم التحديات التي تواجه المنظمات الإنسانية في إيصال المساعدات الضرورية للسكان المحتاجين.
نقص حاد في الموارد يهدد حياة السكان
يواجه أكثر من 2.1 مليون شخص في قطاع غزة نقصًا حادًا في السلع الأساسية التي لا غنى عنها للبقاء على قيد الحياة. وتشمل هذه النقصان الغذاء والدواء والوقود والمياه النظيفة. ومع استمرار الحصار وتوقف تدفق المساعدات، تتفاقم هذه النقصانات يوماً بعد يوم، مما يهدد حياة السكان ويعرضهم لخطر الأمراض وسوء التغذية، خاصة بين الفئات الأكثر ضعفاً كالأطفال والنساء وكبار السن.
آلاف الشاحنات محملة بالمساعدات عالقة على الحدود
في مفارقة مؤلمة، أشار لايركه إلى أنه على الجانب الآخر من الحدود، تتكدس الإمدادات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها داخل القطاع. ومن بين هذه الإمدادات، ما يقرب من 3000 شاحنة محملة بالمساعدات المنقذة للحياة، والتي أعدتها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). إلا أن السلطات الإسرائيلية، وفقاً للتصريح، ترفض السماح بدخول هذه الشاحنات إلى القطاع، مما يحول دون وصول المساعدات إلى مستحقيها.
مناشدات دولية عاجلة لتسهيل وصول المساعدات وإنقاذ الأرواح
يضع هذا الوضع المأساوي المجتمع الدولي أمام مسؤولياته لزيادة الضغط على جميع الأطراف المعنية لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل فوري وغير مشروط. فالحاجة ماسة لفتح جميع المعابر وإزالة العقبات التي تحول دون دخول الغذاء والدواء والوقود والمياه النظيفة، وذلك لإنقاذ حياة أكثر من مليوني شخص يواجهون ظروفاً إنسانية كارثية.
يعد تحذير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بمثابة صرخة استغاثة عاجلة من قطاع غزة، يسلط الضوء على واقع مرير يعيشه السكان في ظل نقص حاد في الاحتياجات الأساسية وحصار يزداد قسوة. تتطلب هذه الأزمة الإنسانية غير المسبوقة تحركًا دوليًا سريعًا وفعالًا لضمان وصول المساعدات الضرورية وإنقاذ الأرواح قبل فوات الأوان.