يعرف هذا الكائن البحري باسم “الحوت القاتل” أو “الأوركا”، وهو في الحقيقة أكبر أفراد عائلة الدلافين المحيطية، وليس حوتاً بالمعنى العلمي. يثير الأوركا إعجاب العلماء والخوف في قلوب الصيادين لذكائه الفائق وقدرته على السيطرة على بيئته البحرية بفضل استراتيجياته المعقدة.
أنواع وخصائص حوت الأوركا
تصنف الأوركا إلى ثلاثة أنواع رئيسية، تختلف في عاداتها الغذائية وسلوكياتها رغم تشابهها الشكلي. النوع الأول هو المقيمة، التي تتميز بذكائها الحاد وتتخصص في صيد أنواع معينة من الفرائس مثل السلمون وأسود البحر، وتتمتع بصحة جيدة. النوع الثاني هو العابرة، وهو لا يلتزم بنوع غذاء معين، بل يأكل أي شيء يسبح أمامه. هذا النوع هو الأكثر شراسة، ولهذا يعتقد أن اسم “أوركا” قد جاء من طريقة تعذيبه لفريسته. أما النوع الثالث فهو البعيدة، الذي يعيش في مجموعات صغيرة بعيداً عن الشواطئ، وتتكون غالباً من الإناث وصغارها.
أقرأ أيضًا.. “جيسيكا رادكليف” ضحية شائعة رقمية.. ما قصة حوت الأوركا القاتل؟
استراتيجيات الصيد من الحوت الأزرق إلى القرش الأبيض
تتربع الأوركا على قمة الهرم الغذائي البحري، إذ لا يوجد حيوان يتغذى عليها. وتعتبر استراتيجياتها في الصيد من الأذكى في عالم الحيوان. تصطاد الأوركا بشكل جماعي، حيث يراقبون الفريسة ثم يفاجئونها، وأحياناً يضربونها بذيولهم خارج الماء لشل حركتها. وتستخدم طريقة خاصة لمهاجمة أسماك القرش البيضاء عن طريق قلبها على ظهرها، ما يؤدي إلى فقدانها للوعي. في عام 2002، وثق فريق بحث عملية صيد مثيرة لحوت أزرق ضخم، حيث حاصره ثلاثون من حيتان الأوركا وتعاونت في مهاجمته حتى تمكنت من القضاء عليه.
حقائق إضافية عن الأوركا
تتواجد الأوركا في جميع محيطات العالم، وتتمتع بقدرة استثنائية على تحديد مواقع الأشياء عن طريق الرصد بالصدى (Echolocation)، وهي عملية إرسال أصوات واستقبال الصدى الناتج عنها. كما تقوم الأوركا بالقفز من الماء لعدة أسباب، منها تحريك جلدها أو التعبير عن حالتها النفسية. يصل متوسط عمر إناث الأوركا إلى 50 عاماً، بينما يبلغ متوسط عمر الذكور 35 عاماً. وتصل أطوالها إلى 10 أمتار وأوزانها إلى 6 أطنان، وتتميز بوجود طبقة سميكة من الدهن تحت جلدها لعزل الحراراة.