يستعد الجيش المصري لنشر قواته للمرة الأولى ضمن صفوف البعثة الانتقالية للاتحاد الأفريقي في الصومال (ATMIS). وتأتي هذه المشاركة بعد موافقة مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي على انضمام القوات المصرية للبعثة التي حلت محل البعثة السابقة “AMISOM” في عام 2022، بهدف مساعدة الحكومة الصومالية في مواجهة التحديات الأمنية وتمكين قواتها من استلام زمام الأمور تدريجياً.
أجرى وفد عسكري مصري رفيع المستوى زيارة استمرت أسبوعاً إلى الصومال، حيث قام بجولات ميدانية شملت مدن جوهر، بلعد، مهداي، وبورني، بالإضافة إلى قاعدة بلّيدوغلي الجوية التي من المرجح أن تكون مركزاً لانتشار القوات المصرية. وخلال هذه الزيارة، التقى الوفد مع كبار المسؤولين الصوماليين، من بينهم وزير الدفاع الصومالي أحمد معلم فقي، الذي عبر عن تقديره للدعم المصري المتواصل، مؤكداً أن مشاركة مصر ستضيف “إضافة نوعية لجهود استعادة الأمن والسلام في الصومال”.
من جهته، أكد رئيس الوفد المصري، اللواء رضوان، استعداد مصر للمساهمة بفعالية في دعم جهود الاتحاد الأفريقي. لتحقيق السلام، مشيداً بالتعاون الكامل من جانب بعثة الاتحاد الأفريقي.
شراكة استراتيجية لمكافحة الإرهاب
تعدّ مشاركة مصر في البعثة الإفريقية خطوة استراتيجية في إطار مكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي. فالصومال يواجه تهديدات أمنية مستمرة، لا سيما من قبل حركة الشباب الإرهابية. وفي هذا السياق، أكد وزير الدفاع الصومالي أن القوات المصرية. ستلعب “دوراً حيوياً في مكافحة الإرهاب” وستسهم في تعزيز التعاون العسكري بين البلدين.
من جانبه، أشاد الممثل الخاص لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي في الصومال، السفير الحاج إبراهيم ديني. بالتزام مصر بعملية حفظ السلام، كما أكد أن انضمامها سيعزز قدرة البعثة على تحقيق أهدافها في استقرار البلاد.
في حين تأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية مصر لتعزيز دورها الريادي في القارة الأفريقية، وتقديم الدعم للدول الشقيقة في مواجهة التحديات الأمنية. فمشاركة الجيش المصري في بعثة ATMIS ليست مجرد عملية حفظ سلام. بل هي رسالة قوية تؤكد التزام القاهرة بأمن واستقرار القارة، وتعكس عمق العلاقات التاريخية مع الصومال. كما أنها تهدف إلى بناء قدرات القوات الصومالية لتمكينها من تولي مسؤولياتها الأمنية بشكل كامل.