في مشهد جديد يجسد التزامها الإنساني الثابت. واصلت دولة الإمارات العربية المتحدة تقديم الدعم الإغاثي للشعب الفلسطيني في قطاع غزة. فقد نفذت أبوظبي يوم الجمعة عملية الإنزال الجوي رقم 72 ضمن مبادرة “طيور الخير”، التابعة لعملية “الفارس الشهم 3”. والتي تحظى بتعاون إقليمي ودولي واسع شمل المملكة الأردنية الهاشمية. إلى جانب دول كبرى مثل ألمانيا وإيطاليا وبلجيكا وفرنسا وسنغافورة. هذا التعاون يعكس وحدة الجهود الدولية لتخفيف معاناة المدنيين في القطاع المحاصر.
مساعدات إنسانية متواصلة رغم التحديات
المساعدات التي حملتها الطائرة الإماراتية تضمنت كميات كبيرة من المواد الغذائية الأساسية. التي جرى تجهيزها بدعم من مؤسسات وهيئات خيرية داخل الدولة. وتم اختيار المواد وفق احتياجات عاجلة للأسر الفلسطينية التي تعيش ظروفاً إنسانية بالغة الصعوبة نتيجة نقص الغذاء والدواء والمستلزمات الأساسية.
هذه العملية تضاف إلى سجل ممتد من الدعم. حيث بلغ إجمالي ما أنزلته الإمارات جواً منذ انطلاق المبادرة أكثر من 3972 طناً من المساعدات المتنوعة. وتضمنت هذه المساعدات الغذاء، والمستلزمات الطبية، والاحتياجات الضرورية الأخرى. التي تهدف إلى توفير حد أدنى من مقومات الحياة الكريمة للفلسطينيين في ظل الأزمة الراهنة.
رسالة تضامن وإنسانية
لا يقتصر هذا الجهد على البعد الإنساني المباشر فقط. بل يعكس أيضاً رسالة تضامن قوية من الإمارات تجاه الشعب الفلسطيني. إذ تؤكد هذه الخطوات أن الدعم ليس مؤقتاً أو مرتبطاً بظرف معين. بل هو التزام استراتيجي متجذر في سياسة الدولة الخارجية التي تضع القيم الإنسانية في صلب أولوياتها. ومن خلال استمرار عمليات الإنزال الجوي. تثبت الإمارات قدرتها على مواجهة التحديات اللوجستية والأمنية التي تعيق وصول المساعدات إلى القطاع. وهو ما يمنح الأهالي شعوراً بالثقة بأن المجتمع الدولي لم يتخل عنهم في أوقات الشدة.
دور ريادي في العمل الإغاثي الدولي
هذه المبادرات الإماراتية تجسد بوضوح الدور الريادي الذي تلعبه أبوظبي في مجال العمل الإنساني والإغاثي على المستوى العالمي. فقد نجحت الدولة في تحويل العمل الإغاثي من مبادرات منفردة إلى شبكات تعاون دولية واسعة. تجمع بين حكومات ومؤسسات خيرية ومنظمات مجتمع مدني، بما يعزز فرص الاستجابة الفعالة للأزمات الممتدة.
وفي الوقت الذي تشهد فيه غزة واحدة من أصعب الأزمات الإنسانية في السنوات الأخيرة. تحافظ الإمارات على وتيرة عالية من المبادرات، سواء عبر الإنزال الجوي المباشر أو من خلال المستشفيات الميدانية والمراكز الطبية التي أنشأتها في محيط القطاع. وهو ما جعلها تحظى بتقدير دولي كبير باعتبارها نموذجاً للعمل الإغاثي المسؤول.
التزام الإمارات لا يتوقف عند الحدود
لا يقتصر نهج الإمارات على تقديم المساعدات المادية فقط، بل يتعداه إلى العمل على ترسيخ قيم التضامن والعطاء، ونشر ثقافة التعاون في مواجهة الكوارث والأزمات. وفي هذا الإطار. تعكس عملية “طيور الخير” جانباً من الرؤية الإنسانية الأوسع التي تتبناها الدولة، والتي تضع الإنسان في قلب السياسات والمبادرات. ويؤكد مراقبون أن استمرار هذه العمليات يوجه رسالة واضحة بأن دولة الإمارات تسعى إلى أن تكون في طليعة الدول الداعمة للاستقرار الإنساني في المنطقة والعالم، عبر مبادرات عملية وليست مجرد بيانات تضامن.