الخميس, أكتوبر 16, 2025
الرئيسية » الاضطرابات في مدغشقر تهدد مسار النمو الاقتصادي الهش

الاضطرابات في مدغشقر تهدد مسار النمو الاقتصادي الهش

مدغشقر
مدغشقر

تطرح الاضطرابات التي تشهدها مدغشقر منذ أواخر سبتمبر 2025، وتجددت مع محاولات انقلابية، تساؤلات حول مدى قدرة نموذج النمو الهش في البلاد على الصمود أمام صدمات الشارع.
فالتعطل في حركة النقل، وتوقف العمليات التصديرية، وانخفاض ثقة المستثمرين، تمثل عوامل تهدد بإعادة الاقتصاد، الذي كان يسير بصعوبة نحو التعافي، إلى مسار انكماش أو تراجع حاد.

تقييم المؤسسات الدولية: تفاؤل حذر قبل الأزمة

حتى منتصف عام 2025، كانت التوقعات تشير إلى أن اقتصاد مدغشقر يسير نحو تعافٍ بطيء يعكس مزيجًا من الإمكانات والتحديات.
قدر صندوق النقد الدولي أن معدل النمو الحقيقي قد يبلغ 3.9% خلال 2025، في حين يتوقع أن يظل التضخم مرتفعًا عند حدود 8.4%.

وفي سبتمبر 2025، أجرى فريق من الصندوق زيارة إلى العاصمة أنتاناناريفو لمراجعة ميزانية 2025 وتقييم الأوضاع المالية. حيث تبين أن الالتزامات الحكومية تجاوزت الإيرادات الضريبية خلال النصف الأول من العام، ما استدعى تفعيل خطط طوارئ لتعديل الميزانية لاحقًا.

من جهته، رأى البنك الدولي أن النمو في البلاد يتعافى ولكن ببطء غير كافٍ لتحسين مستويات المعيشة. مشيرًا إلى أن ضعف الإنتاجية ما زال أحد أبرز قيود النمو. وفي يونيو 2025. وافق البنك على منحة بقيمة 100 مليون دولار لدعم سياسة النمو العادل والمرن، الهادفة إلى إزالة العقبات أمام القطاع الخاص وتعزيز فرص العمل.

أما البنك الإفريقي للتنمية، فاعتبر أن النمو ما قبل الأزمة كان مرهونًا بالتزام الحكومة بالإصلاحات المالية وتحسين الحوكمة وزيادة إنتاجية القطاعات الأساسية.

ملامح الاقتصاد المادغاشي في 2025

في حين تشكل الزراعة محورًا أساسيًا في اقتصاد مدغشقر، حيث تعتمد البلاد بشكل كبير على تصدير الفانيلا والقرفة والمطاط. إلى جانب محاصيل غذائية محلية لتأمين الاستهلاك الداخلي.
غير أن هذا القطاع يواجه تحديات بسبب الجفاف والتغيرات المناخية. فيما تسعى الحكومة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأرز بحلول 2027 رغم العقبات المتمثلة في ضعف الإنتاجية والمنافسة من الواردات. وفق ورقة تحليلية لصندوق النقد صدرت في مارس 2025.

في المقابل، يعد قطاع التعدين والصناعة من نقاط القوة الاقتصادية، إذ يعتمد على إنتاج النيكل والكوبالت. ويتوقع البنك الإفريقي للتنمية أن يساهم نشاط التعدين المتزايد في دفع النمو، مدعومًا بارتفاع الطلب العالمي على المعادن المرتبطة بالتحول في الطاقة.
ومع ذلك، حذرت تقارير صندوق النقد من أن اضطرابات الكهرباء والمرافق العامة قد تحد من كفاءة هذا القطاع الحيوي.

أما على صعيد المالية العامة، فيتوقع البنك الدولي أن يتراجع العجز المالي تدريجيًا إلى نحو 3.8% من الناتج المحلي خلال الفترة 2025–2027. في حال نجحت الحكومة في رفع كفاءة الإنفاق وزيادة الإيرادات.
ورغم مؤشرات النمو، لا تزال نسب الفقر مرتفعة للغاية، إذ يقدر البنك الدولي أن نحو 80% من السكان يعيشون تحت خط الفقر حتى نهاية عام 2024.

الاضطرابات السياسية تهدد مكاسب الإصلاح

يدخل اقتصاد مدغشقر اليوم مرحلة حرجة؛ إذ يمكن أن يؤدي استمرار الاحتجاجات واتساعها إلى تقويض التقدم المحقق في الاستقرار المالي.
ولا يقتصر الأثر على توقف الإنتاج والنقل، بل يمتد إلى تراجع ثقة المستثمرين وتأجيل المشاريع وضعف التمويل الخارجي بسبب ارتفاع المخاطر السياسية.

في حين يرى خبراء أن أي تعطل في صادرات المعادن أو تشغيل المناجم سيؤدي إلى تراجع العائدات الأجنبية وتفاقم عجز الميزان التجاري. كما قد يدفع تنامي الاضطرابات المؤسسات المانحة إلى تقليص دعمها المالي، مما سيصعب على الحكومة تنفيذ برامجها وسداد التزاماتها الدولية.

مستقبل مشروط بالاستقرار والإصلاح

يشير صندوق النقد الدولي إلى أن الحفاظ على مسار الإصلاحات واستعادة الاستقرار الأمني يمكن أن يخففا من آثار الأزمة الراهنة. شرط الالتزام بسياسات مالية منضبطة وإرسال إشارات طمأنة للمستثمرين المحليين والدوليين.
وهكذا، يبقى مستقبل اقتصاد مدغشقر رهينًا بسرعة استجابة الحكومة وقدرتها على تحويل الإصلاحات إلى ثقة اقتصادية حقيقية في الداخل والخارج.

NightlyNews24 موقع إخباري عربي يقدم أخبار السياسة، الاقتصاد، والرياضة بتغطية يومية دقيقة وتحليلات موجزة لمتابعة الأحداث الراهنة بأسلوب مهني وموضوعي.

النشرة البريدية

اشترك الآن في نشرتنا البريدية وكن أول من يتابع آخر الأخبار والتحديثات الحصرية مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!

آخر الأخبار

@2021 – جميع الحقوق محفوظة NightlyNews24