يشهد العالم منافسة في مجال الذكاء الاصطناعي، وخاصة بين الصين وأمريكا. فقد أصبحت برامج الذكاء الاصطناعي تدخل في العديد من الأعمال اليومية، منها الطبية والاقتصادية؛ لتكون مرحلة تحول من الاقتصاد الرقمي إلى الاقتصاد الذكي. وهي مرحلة تحوّل جذري تقودها التكنولوجيات المتطورة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، وتقنيات البلوك تشين، في ظل هيمنة متزايدة للبيانات الضخمة. وقد أسهم هذا التكامل بين التقنيات الحديثة في نشوء نمط اقتصادي جديد يعرف بـ”الاقتصاد الذكي”.

الاقتصاد الرقمي
من الاقتصاد الرقمي إلى الذكاء في اتخاذ القرار
بعد أن حقق الاقتصاد الرقمي نموًا ملحوظًا واعتدنا على مفاهيم ازدهرت مع انتشار الإنترنت وتطبيقات الهواتف الذكية، مثل أنظمة التجارة الإلكترونية، وخدمات الدفع الإلكتروني، والتحويلات المصرفية عبر الإنترنت؛ نشهد اليوم بزوغ حقبة جديدة تتسم باعتماد العملات المشفرة في المعاملات التجارية، مما يمهد الطريق لاقتصاد أكثر ذكاءً وتكاملاً تقوده الخوارزميات والبيانات.
الاقتصاد الذكي لا يعني فقط استخدام التكنولوجيا، بل يعني أن تصبح التكنولوجيا شريكًا في اتخاذ القرار. وقد بات الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والتحليلات التنبؤية يشكلون البنية التحتية لاقتصاد أكثر كفاءة ومرونة. بينما تتخذ القرارات بناءً على تحليل دقيق للبيانات، وتقدم الخدمات بشكل مخصص وفوري.

الاقتصاد الرقمي
الاقتصاد الذكي.. واقع يتشكل واستثمار في الغد
لكن السؤال الأهم: هل نحن مستعدون لكل ذلك؟ فالانتقال إلى الاقتصاد الذكي لا يقتصر على امتلاك أدوات تكنولوجية، بل يحتاج إلى كوادر قادرة على فهم وتحليل البيانات، وتشريعات مرنة تدعم الابتكار وتحمي الخصوصية، وثقافة مؤسسية تشجع على التجريب والتطور.
إذًا، الفرص هائلة، لكن التحديات موجودة. فالدول التي تتهيأ لهذا التحول اليوم ستكون في طليعة الاقتصاد العالمي غدًا. وهنا يأتي دور المؤسسات الحكومية لتقود هذا التحول. من خلال الاستثمار في البنية التحتية الرقمية، وتأهيل الكفاءات، وبناء شراكات استراتيجية. والاقتصاد الذكي ليس مجرد مستقبل نتطلع إليه، بل واقع بدأ يتشكل، والاستعداد له هو استثمار في الغد.