يستعد البنك الأمريكي للتنمية، لتعبئة ما لا يقل عن 11 مليار دولار في صورة تمويلات مستدامة؛ لدعم مواجهة الدول للتحديات المتزايدة، وعلى رأسها الكوارث الطبيعية، التي تؤثر مباشرة في استقرار العملات المحلية وتعرقل تدفق الاستثمارات الخاصة.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه التمويلات الإنمائية الرسمية من الدول الغنية، بما فيها الولايات المتحدة، تقليصًا ملحوظًا. ما يزيد من الضغوط على المؤسسات المالية متعددة الأطراف لإيجاد حلول مبتكرة لأزمات تتسارع وتيرتها، مثل تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي.
البنك الأمريكي للتنمية وتحفيز القطاع الخاص وتقديم أدوات واقعية
قال إيلان جولدفاين؛ رئيس البنك الأمريكي للتنمية، إن المساعي الحالية تهدف إلى تحفيز مساهمات القطاع الخاص من خلال تقديم أدوات استثمارية عملية قابلة للتوسيع.
وأضاف: نحن لا نكتفي بإطلاق أفكار، بل نقدم منصات فعلية، وخيارات استثمارية موثوقة تلهم القطاع الخاص وتزيد من ثقته.
منصة جديدة لمواجهة تقلبات العملة
كما أعلن البنك إطلاق منصة مبتكرة لمساعدة الدول على التحوط ضد تقلبات العملة المحلية. وهي من أبرز المخاطر التي تثني المستثمرين الدوليين عن الدخول في الأسواق الناشئة.
واستند البنك في تصميم المنصة إلى تجربة ناجحة بالبرازيل تحت اسم FX EDGE. استطاعت استقطاب 8 مليارات دولار من الاستثمارات الخاصة منذ عام 2023.
وتوفر المنصة بخط ائتمان مخصص لحالات انهيار العملة في أوقات الأزمات، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو مناخية. مما يمنح المقترضين القدرة على الوفاء بالتزاماتهم المقومة بالعملات الأجنبية.
كما تشجع المنصة على استخدام أدوات التحوط طويلة الأمد، مثل: المشتقات المالية، بدعم من التصنيف الائتماني القوي للبنك. وبالتعاون مع المؤسسات المالية المحلية.
سندات الأمازون لحماية البيئة والمجتمعات
وضمن جهوده البيئية، يعتزم البنك الأمريكي، إصدار ما يصل إلى مليار دولار من سندات الأمازون. وهي أداة مالية تهدف إلى تمويل جهود حماية الغابات المطيرة، بمنطقة الأمازون وتعزيز سبل العيش للمجتمعات المحلية هناك.
وتأتي هذه الخطوة بالتنسيق مع حكومات البرازيل وكولومبيا وبيرو. التي تسعى إلى الحفاظ على هذه المنطقة الحيوية التي تغطي أكثر من 6 ملايين كيلومتر مربع، وتضم ما يفوق 10% من التنوع البيولوجي العالمي.
توسيع برامج الطوارئ والمرونة المناخية
علاوة على ذلك، أعلن البنك توسيع نطاق تسهيل الائتمان الطارئ للكوارث الطبيعية بقيمة 5 مليارات دولار. ليشمل عدد أكبر من الدول المؤهلة، ويوفر بنود ديون مرنة في حال حدوث كوارث مناخية كبرى مثل الأعاصير أو موجات الجفاف.
وبموجب هذه البنود، يسمح للدول بتأجيل سداد القروض لمدة تصل إلى عامين بعد وقوع الكارثة. في حين يأمل البنك أن تشمل هذه التسهيلات نحو 4.2 مليار دولار من الديون بحلول عام 2026.
وعلى مستوى القطاع الخاص، سيتم إدراج آليات مشابهة ضمن عقود الشركات. من خلال برنامج المرونة للأعمال الذي تديره ذراع البنك الاستثمارية IDB Invest.
برنامج لنقل المخاطر إلى أسواق التأمين
كما أطلق البنك برنامجًا جديدًا يعرف باسم برنامج نقل مخاطر الكوارث الإقليمية. والذي يتيح للدول نقل جزء من مخاطر الطقس القاسي إلى أسواق التأمين ورأس المال؛ ما يوفر آلية حماية مالية مرنة في وجه التغيرات المناخية المتزايدة.
خطوة نحو تمويل تنموي مرن ومستدام
يمثل هذا التحرك من البنك الأمريكي للتنمية تحولًا في كيفية تمويل مواجهة الأزمات. عبر التركيز على الشراكة مع القطاع الخاص وتوظيف أدوات مالية مبتكرة لدعم الاستدامة والمجتمعات الهشة. مع تعزيز المرونة الاقتصادية والبيئية في الدول النامية.