أكد الخبير الاقتصادي البارز روبن بروكس، الزميل في برنامج الاقتصاد العالمي والتنمية بمؤسسة بروكينجز وكبير الاقتصاديين السابق في معهد التمويل الدولي. أن الدولار الأميركي سيبقى العملة الاحتياطية الأولى عالميًا، نافيًا وجود أي تهديد حقيقي من اليورو أو غيره من العملات الغربية. وفي حين أشار إلى أن الصين تمثل التحدي الحقيقي الوحيد لمكانة الدولار الأميركي.
وفي منشور عبر حسابه على منصة إكس، أشار بروكس إلى أن حصة الدولار من احتياطيات النقد الأجنبي الرسمية العالمية بلغت 58% في مارس 2025. وهي نسبة ثابتة لم تتغير منذ ديسمبر 2023، ما يدل بحسب وصفه على صلابة مكانة الدولار في النظام المالي العالمي.
لا بديل عن الدولار
وكما بينما قال بروكس: هناك الكثير من الضجة حول احتمال فقدان الدولار لمكانته كأهم عملة احتياطية، وهذا ببساطة غير ممكن. لا يوجد بديل حقيقي له.
وتابع: صحيح أن الدولار شهد تراجعًا حادًا في أبريل الماضي مع بداية التصعيد في الحرب التجارية الأميركية. لكن رغم فرض تعريفات جمركية جديدة لاحقًا، عاد الدولار للارتفاع، لأن الأسواق تدرك أن الصراع الحقيقي هو فقط مع الصين.
اليورو ليس تهديدًا حقيقيًا
وعن احتمالات أن يحل اليورو محل الدولار، قال بروكس: اليورو لن يحقق تقدماً كبيراً كعملة احتياطية. هذا يتطلب جهودًا فعلية وخططًا استراتيجية واضحة، وليس مجرد شعارات أو صور إعلامية كما يفعل بعض القادة الأوروبيين، خصوصًا في أزمات مثل أوكرانيا.
وأشار إلى أن التصريحات المتكررة بشأن دور عالمي أكبر لليورو ليست سوى مسرحية سياسية بلا مضمون حقيقي.
تصريحات لاغارد.. وتحديات الواقع
وكانت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد قد صرحت في مايو 2025 بأن اليورو قد يتحول إلى بديل فعال للدولار. لكنها أقرت بأن هذا النفوذ لن يأتي تلقائيًا، بل يتطلب مجهودًا لبلوغه، في إشارة إلى التحديات التي تواجه العملة الأوروبية الموحدة في الساحة المالية العالمية.
هيمنة الدولار تتراجع ولكن
تشير بيانات صندوق النقد الدولي إلى أن حصة الدولار من الاحتياطيات العالمية تراجعت بالفعل من 70% عام 2000 إلى 58% في عام 2024 أدنى مستوى منذ عقود.
وفي المقابل، ارتفعت حصة اليورو من 18% عام 2000 إلى 20% في عام 2024. بعد أن سجلت أعلى مستوياتها في 2010 عند 26%.
ورغم هذا التراجع، يظل الدولار مهيمنًا على النظام المالي العالمي، متقدمًا بفارق كبير على أقرب منافسيه. ما يعزز من وجهة نظر بروكس بأن عرش الدولار لا يزال بعيدًا عن الخطر الحقيقي، باستثناء الصين التي تملك وحدها كما يرى أدوات المنافسة الحقيقية.