قفزت أسعار الذهب إلى مستويات تاريخية جديدة، متجاوزة حاجز 3900 دولار للأونصة للمرة الأولى. ويأتي هذا الارتفاع بدعم من حالة عدم اليقين التي تسيطر على الأسواق العالمية، في ظل توقف أنشطة الحكومة الأمريكية، إلى جانب توقعات قوية بأن يواصل مجلس الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة. وفقاً لما ذكرته “العربية”.
ملاذ امن في ظل التوترات
يعتبر الذهب الوجهة الأولى للمستثمرين وقت الأزمات، ومع تعثر المفاوضات بين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والديمقراطيين بشأن إنهاء الإغلاق الجزئي للحكومة. ارتفع الإقبال على المعدن النفيس بشكل لافت. مسؤول في البيت الأبيض حذر من احتمال اللجوء إلى تسريح جماعي للموظفين الاتحاديين إذا استمرت الأزمة دون حلول.
ضغوط السياسة النقدية
تزامناً مع ذلك، تزايدت التوقعات بأن يقدم الفيدرالي الأمريكي على خفض جديد في أسعار الفائدة. بعدما أكد عضو المجلس ستيفن ميران أن الظروف الحالية تتطلب خطوات أكثر جرأة لدعم الاقتصاد. الأسواق العالمية باتت تسع ر بالفعل خفضاً للفائدة في اجتماعات أكتوبر وديسمبر، وهو ما يعزز جاذبية الذهب الذي لا يدر عائداً لكنه يزداد قيمة في أوقات التيسير النقدي.
مكاسب متواصلة منذ العام الماضي
الارتفاع الحالي يضاف إلى موجة صعود بدأت منذ العام الماضي. فأسعار الذهب ارتفعت بقوة في 2024 بدعم من مشتريات البنوك المركزية وزيادة الطلب على الصناديق المدعومة بالمعدن. قبل أن تقفز بوتيرة أكبر هذا العام مع تراجع الدولار وتزايد المخاطر الجيوسياسية والتجارية.
الأسواق الاسيوية والهندية
ورغم بلوغ الأسعار مستويات قياسية، واصل الطلب في الهند ارتفاعه الأسبوع الماضي تزامناً مع موسم المهرجانات، ما عزز استهلاك ثاني أكبر سوق للذهب عالمياً. أما في الصين، فقد حدت عطلة وطنية طويلة من حركة السوق، لكن التوقعات تشير إلى استمرار الطلب القوي على الذهب مع عودة النشاط.
المعادن النفيسة الأخرى
إلى جانب الذهب، استقرت الفضة قرب مستويات مرتفعة، فيما سجل البلاتين والبلاديوم زيادات طفيفة، ما يعكس استمرار توجه المستثمرين نحو المعادن النفيسة كخيار للتحوط من المخاطر الاقتصادية العالمية.