وصل الذهب، اليوم الأربعاء، إلى مستوى قياسي جديد عند 3885 دولارًا للأونصة، مدعومًا بحالة الاضطراب السياسي في الولايات المتحدة، مع تراجع الدولار إلى أدنى مستوى له خلال أسبوع بعد دخول الحكومة الفيدرالية في إغلاق شامل.
فيما عزز هذا الارتفاع مكانة الذهب كملاذ آمن للمستثمرين وسط تصاعد المخاطر وعدم اليقين.
الملاذ الآمن يتألق وسط الأزمات
المعدن الأصفر استعاد بريقه كوجهة أساسية لرؤوس الأموال. حيث اندفع المستثمرون نحو زيادة مراكزهم في الذهب تحسبًا لأي تطورات غير متوقعة.
ويرى محللون أن استمرار الجمود السياسي قد يمنح الذهب مزيدًا من الزخم. خاصة مع تزايد الشكوك حول مستقبل سياسات الاحتياطي الفيدرالي المتعلقة بأسعار الفائدة.
خلفية الإغلاق الحكومي
ويعد الإغلاق الحالي هو الخامس عشر منذ عام 1981، نتيجة تعثر المفاوضات بين الكونغرس والبيت الأبيض بشأن قانون تمويل قصير الأجل. أسفر عن تعطيل آلاف العمليات الحكومية وإجبار نحو 750 ألف موظف فيدرالي على إجازة إجبارية، بتكلفة يومية تقارب 400 مليون دولار.
ارتباك اقتصادي وضبابية في الأسواق
علاوة على ذلك أدى غياب التمويل إلى توقف صدور تقارير اقتصادية رئيسية، أبرزها تقرير الوظائف لشهر سبتمبر، ما زاد من حالة الضبابية في الأسواق.
وانعكس ذلك سريعًا على مؤشر الدولار الذي تراجع إلى 97.814 بعدما لامس 97.633، وهو الأدنى منذ أسبوع.
مواجهة سياسية محتدمة
من جانبه صعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من لهجته، محذرًا الديمقراطيين من أن الإغلاق قد يكون بداية لإجراءات غير قابلة للرجوع. مثل تقليص البرامج الحكومية وتسريح موظفين إضافيين.
بينما رفض الديمقراطيون مشروع القانون الجمهوري لتمديد التمويل حتى نوفمبر، دون إرفاقه بتمديد مزايا الرعاية الصحية.
تأتي تلك الخلافات في سياق الاستعداد لانتخابات منتصف 2026، التي ستحدد ميزان القوى داخل الكونغرس.
سيناريوهات المرحلة المقبلة
رغم أن احتمالية التوصل إلى تسوية قائمة، يحذر مراقبون من أن الاستقطاب السياسي في أمريكا هو الأشد منذ عقود، ما قد يطيل أمد الإغلاق الحالي ويضاعف تداعياته الاقتصادية والمالية، ويمنح الذهب المزيد من الوقود لمواصلة رحلته الصعودية.