سلمت المملكة العربية السعودية 129 مسكنا اجتماعيا في محافظة سوسة جنوب العاصمة التونسية. ويأتي ذلك في اطار المرحلة الاولى من مشروع سكني واسع النطاق ممول من الصندوق السعودي للتنمية. ويهدف هذا المشروع الى تحسين الظروف المعيشية للأسر ذات الدخل المحدود. كما يعكس التزام السعودية المتواصل بدعم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في الدول الشقيقة.
وشهد حفل التسليم سفير المملكة في تونس عبد العزيز الصقر، ووزير التجهيز والاسكان التونسي صلاح الزواري. وخلال المناسبة، أعرب الوزير التونسي عن تقديره الكبير للمملكة، مؤكدا ان دعمها المستمر لتونس يثبت عمق العلاقات الثنائية. كما وصف المبادرة بأنها تجسيد فعلي للتضامن العربي في اكثر صوره تأثيرا.
4715 وحدة سكنية بتمويل سعودي ميسر
يعد تسليم هذه الوحدات جزءا من مشروع أوسع يشمل بناء 4715 مسكنا اجتماعيا في عدد من المحافظات التونسية. ويتم تنفيذ هذا المشروع بتمويل ميسر من الصندوق السعودي للتنمية، تصل قيمته الى 150 مليون دولار.
ويهدف المشروع الى معالجة مشكلة السكن لدى الفئات محدودة الدخل في تونس. ويأتي في سياق رؤية شاملة تنفذها الحكومة التونسية بدعم من شركائها الدوليين. ويعتبر من بين اكبر البرامج الاسكانية التي تحظى بدعم مباشر من جهة خارجية.
شراكة استراتيجية تعزز التنمية المستدامة
يؤكد هذا المشروع عمق الشراكة الاستراتيجية بين السعودية وتونس، والتي تتجلى في التعاون المتواصل بين البلدين في قطاعات حيوية متعددة. وتشمل هذه القطاعات الصحة والتعليم والبنية التحتية، الى جانب الاسكان والتنمية الحضرية.
كما يعكس البرنامج التزام المملكة بمبادئ التنمية المستدامة، اذ لا يقتصر دورها على التمويل فقط، بل يمتد الى المتابعة الفنية وضمان جودة التنفيذ. ويحرص الصندوق السعودي للتنمية على توجيه استثماراته الخارجية نحو مشاريع تحدث اثرا مباشرا في حياة الناس.

السعودية
تعزيز الاستقرار الاجتماعي في وقت دقيق
تأتي هذه المساكن في وقت تواجه فيه تونس تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة. ومن شأن هذا الدعم السعودي ان يسهم في التخفيف من حدة الضغط على الطبقات الفقيرة والمتوسطة. كما يعزز الاستقرار في المجتمعات المحلية التي تعاني من نقص الخدمات وفرص السكن المناسب.
وتشير التقديرات الى ان المشروع سيوفر مساكن أمنة لألاف المواطنين. وهو ما يخلق بيئة اجتماعية اكثر استقرارا، ويفتح المجال امام تحسين مؤشرات التنمية في المناطق المستفيدة.
خطوة جديدة في سجل طويل من التعاون
هذه المبادرة ليست الاولى من نوعها، فقد سبق للمملكة ان دعمت العديد من المشاريع في تونس خلال السنوات الماضية. ويأتي ذلك في اطار سياسة سعودية ثابتة تقوم على تعزيز العلاقات مع الدول العربية والاسلامية.
ويرى مراقبون ان تسليم هذه المساكن يمثل نموذجا يحتذى في التعاون العربي، خاصة انه يجمع بين الدعم المالي والرؤية التنموية الواضحة.
ومن المتوقع ان تلي هذه المرحلة مبادرات اخرى مشابهة، ما يسهم في توسيع قاعدة المستفيدين. ويجعل من التجربة مثالا يمكن تعميمه في دول اخرى تحتاج الى دعم في مجال الاسكان والتنمية الاجتماعية.