في خطوة تعكس تنامي الشراكات الاستراتيجية بين السعودية وأمريكا في قطاع التعدين والطاقة النظيفة، بحث وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف. خلال زيارته الرسمية إلى الولايات المتحدة، مع رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة Albemarle الأمريكية كينت ماسترز. فرص التعاون السعودية وأمريكا في مجال المعادن الحرجة وعلى رأسها الليثيوم، الذي يعد ركيزة أساسية في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية والصناعات المتقدمة. وجاء اللقاء ليؤكد التزام البلدين بتعزيز الاستثمار ونقل المعرفة وتطوير التقنيات الحديثة بما يسهم في بناء سلاسل إمداد قوية ومستدامة تدعم التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة.
زيارة رسمية لتعزيز التعاون الصناعي
في إطار جولته الرسمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، التقى وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف، برئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة Albemarle الأمريكية كينت ماسترز. وذلك في ولاية كارولينا الشمالية. وجرى خلال اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين في قطاع المعادن الحرجة. وفي مقدمتها الليثيوم، إلى جانب مناقشة الفرص الاستثمارية المشتركة وسبل تبادل الخبرات ونقل المعرفة في هذا المجال الحيوي.
الليثيوم.. عنصر استراتيجي لمستقبل الطاقة
الاجتماع ركز بشكل أساسي على تقنيات استخراج الليثيوم من الموارد غير التقليدية، باعتباره أحد المعادن الأساسية التي تدخل في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية والصناعات المتقدمة. حيث تسعى الرياض وواشنطن إلى تطوير شراكات طويلة الأمد تضمن أمن الإمدادات وتعزز التحول نحو الطاقة النظيفة.
زيارة ميدانية إلى منجم Kings Mountain
وخلال الزيارة، اطلع الوزير الخريف على أنشطة شركة Albemarle في منجم Kings Mountain. أحد أهم المناجم الأمريكية المتخصصة في استخراج الليثيوم من الصخور الصلبة. كما وقف على أحدث التقنيات المستخدمة في عمليات الاستخراج والإنتاج. بالإضافة إلى تقنيات تحويل الليثيوم إلى هيدروكسيد الليثيوم، الذي يعد مادة رئيسية في تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية.
أهداف إنتاجية طموحة حتى 2030
كما تستهدف شركة Albemarle من خلال منجم Kings Mountain إنتاج كميات تكفي لتلبية احتياجات 1.2 مليون سيارة كهربائية سنويًا بحلول عام 2030. هذه الخطوة تبرز الدور المحوري للولايات المتحدة في دعم سلاسل الإمداد العالمية لمعدن الليثيوم. كما تعكس حرص السعودية على بناء شراكات استراتيجية تواكب نمو الطلب العالمي على المعادن الحرجة.
شراكة تخدم التحول الاقتصادي
كما يأتي هذا التعاون في وقتٍ تسعى فيه المملكة إلى تعزيز مكانتها كمركز عالمي للتعدين، ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030 التي تركز على تنويع الاقتصاد الوطني. واستثمار ثرواتها المعدنية الهائلة. ومن جانبها، ترى أمريكا أن التعاون مع الرياض يفتح آفاقًا جديدة لدعم الصناعات التكنولوجية المتقدمة وتعزيز سلاسل التوريد الخاصة بالطاقة النظيفة.
تأكيد على البعد الاستراتيجي
كما أن زيارة الوزير السعودي ولقاؤه مع قيادات Albemarle تمثل رسالة واضحة على أن التعاون في مجال المعادن الحرجة بات محورًا استراتيجيًا في العلاقات السعودية-الأمريكية. حيث يتقاطع مع أولويات البلدين في دعم الاقتصاد الأخضر. والاستثمار في حلول الطاقة المستدامة، وضمان التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة.