الأربعاء, سبتمبر 17, 2025
الرئيسية » السعودية وجهة سياحية عالمية.. إنفاق قياسي وتجاوز الأهداف قبل الأوان

السعودية وجهة سياحية عالمية.. إنفاق قياسي وتجاوز الأهداف قبل الأوان

السعودية وجهة سياحية عالمية.. إنفاق قياسي وتجاوز الأهداف قبل الأوان
السعودية وجهة سياحية عالمية.. إنفاق قياسي وتجاوز الأهداف قبل الأوان

لطالما كانت المملكة العربية السعودية وجهة دينية رئيسية لملايين المسلمين حول العالم لأداء مناسك الحج والعمرة. لكن اليوم، تشهد المملكة تحولاً جذريًا وغير مسبوق في القطاع السياحي خارج هذا الإطار الديني، لتبرز كلاعب عالمي بفضل رؤية السعودية 2030 الطموحة. تكشف إحصائية رسمية حديثة عن حجم الإنفاق الضخم والاستثمارات الهائلة التي ضخت في هذا القطاع، مما دفع المملكة لتجاوز أهدافها السياحية قبل سبع سنوات من الموعد المحدد ورفع سقف طموحاتها.

السعودية وجهة سياحية عالمية.. إنفاق قياسي وتجاوز الأهداف قبل الأوان

السعودية وجهة سياحية متنوعة وفريدة

تتمتع السعودية بمقومات طبيعية وثقافية هائلة تضعها في مصاف الوجهات السياحية المتكاملة. من سحر جبال العلا التاريخية وطبيعتها الخلابة التي تحكي قصص الحضارات القديمة. إلى شواطئ البحر الأحمر البكر والجزر الساحرة التي تعد وجهة مثالية للسياحة الفاخرة والاستكشاف البحري. ومن عراقة الدرعية التاريخية، التي تعد جوهرة السياحة السعودية وشاهدًا على تأسيس الدولة. إلى مدن المستقبل المبهرة مثل نيوم والقدية، التي تمثل قفزة نوعية في التصميم الحضري والترفيهي. كل هذا يقدم تجربة سياحية متنوعة تمزج بين الأصالة الثقافية والتراث العريق، وبين الابتكار والتطور العصري.

 

لم يقتصر هذا التحول على تطوير الوجهات فحسب، بل امتد ليشمل استضافة كبرى الفعاليات الرياضية والترفيهية العالمية. والتي عززت من مكانة السعودية كوجهة متكاملة للاستكشاف والمغامرة والترفيه، وجذبت إليها أنظار العالم بأسره، مقدمة تجارب فريدة للزوار من مختلف الاهتمامات.

السعودية وجهة سياحية عالمية.. إنفاق قياسي وتجاوز الأهداف قبل الأوان

منظومة متكاملة لدعم السياحة

ضمن إطار رؤية 2030، عملت المملكة على تحفيز القطاع السياحي من خلال حزمة من المبادرات والسياسات الاستراتيجية المبتكرة. وقد أسست لذلك منظومة سياحية متكاملة تتكون من ست جهات رئيسية تعمل بتناغم: وزارة السياحة، الهيئة السعودية للسياحة، صندوق التنمية السياحي، الهيئة السعودية للبحر الأحمر، برنامج الربط الجوي، ومجلس التنمية السياحي.

 

تكاتفت هذه الجهات الست للعمل على تطوير العديد من التشريعات والمبادرات ودعم الاستثمارات. في عام 2019، وفي خطوة تاريخية، قامت السعودية وللمرة الأولى بإصدار تأشيرات سياحية وفتح أبوابها أمام السياح من مختلف الجنسيات، مما كان نقطة تحول محورية. تبع ذلك إطلاق منصة “روح السعودية” التي تهدف إلى ترويج الفعاليات والأنشطة المتنوعة حول المملكة، لتكون نافذة تعريفية شاملة لكل ما تقدمه السعودية لزوارها.

السعودية وجهة سياحية عالمية.. إنفاق قياسي وتجاوز الأهداف قبل الأوان

قبل ذلك، كانت السعودية تواصل إطلاق مشاريعها السياحية العملاقة، من مشروع البحر الأحمر وأمالا، اللذان يمثلان وجهات فاخرة للاسترخاء والترفيه على ساحل البحر الأحمر.

كما تتسابق المملكة الزمن في تنفيذ مشاريع سياحية ضخمة أخرى مثل “القدية”. مدينة الترفيه والرياضة والفنون، ومشاريع سياحية واعدة في “نيوم”. المدينة المستقبلية التي تعيد تعريف الحياة الحضرية، و”العلا” التي تستعرض كنوزها الأثرية والتاريخية.

السعودية وجهة سياحية عالمية.. إنفاق قياسي وتجاوز الأهداف قبل الأوان

استثمارات ضخمة وشراكة فاعلة مع القطاع الخاص

لم تقتصر رؤية المملكة على المشاريع الحكومية الكبرى، بل وجهت بوصلتها نحو مشاركة فاعلة للقطاع الخاص في تنفيذ هذه المشاريع العملاقة. هذا التوجه انعكس بشكل إيجابي ومباشر على حجم الاستثمارات في القطاع السياحي، بينما تضاعفت قيمتها بشكل مذهل من 1.2 مليار ريال سعودي عام 2021 إلى 14.8 مليار ريال سعودي بنهاية العام الماضي. هذه الزيادة تؤكد جاذبية القطاع السياحي للاستثمارات الخاصة وثقة المستثمرين في مستقبله الواعد.

 

ويعد صندوق التنمية السياحي أحد الممكنات الرئيسية في هذه المنظومة، بينما لعب دورًا حيويًا في تسهيل عملية الاستثمار.

فعلى سبيل المثال، قام الصندوق بتمويل 64 مشروعًا سياحيًا بقيمة تجاوزت 10.9 مليار ريال سعودي خلال الفترة من 2021 إلى 2023. مما يدل على الدعم الحكومي القوي الذي يتلقاه القطاع الخاص ليكون شريكًا فاعلاً في تحقيق الأهداف السياحية الطموحة.

السعودية وجهة سياحية عالمية.. إنفاق قياسي وتجاوز الأهداف قبل الأوان

إنفاق سياحي قياسي وميزان إيجابي للمدفوعات

شهد الإنفاق السياحي في المملكة نموًا قويًا وملحوظًا. فخلال الأعوام التسعة الماضية (2016-2024). أنفق السياح الأجانب نحو 816 مليار ريال سعودي، مع نمو قياسي في العامين الماضيين، بينما سجل الإنفاق 141 مليار ريال ثم 154 مليار ريال على التوالي.

تجاوز إجمالي الإنفاق السياحي حاجز 1.2 تريليون ريال سعودي خلال 8 أعوام (2016-2023) بمتوسط إنفاق سنوي يقدر بنحو 155 مليار ريال سعودي.

 

في حين كان النصيب الأكبر من هذا الإنفاق للسياحة الوافدة، التي مثلت 53% من إجمالي الإنفاق، مقابل 47% للسياح المحليين. هذه الأرقام تعكس نجاح المساعي الحكومية التي تركز على تنمية السياحة المحلية أولاً، ثم الخليجية، ومن ثم الدولية.

منذ عام 2017 وحتى الآن، لم يخل عام من إطلاق مشاريع سياحية جديدة، أو مواسم ومهرجانات ترفيهية، أو إحداث تنظيمات جديدة في القطاع، مما أسهم بشكل واضح في تنامي الإنفاق السياحي.

 

ومن الملفت أن الإنفاق على الأغراض الدينية، الذي كان يمثل نحو 60% من إنفاق السياح قبل إطلاق الرؤية، قد تراجع ليصبح 55% بنهاية عام 2023.

هذا التراجع لا يعني انخفاضًا في أعداد الحجاج والمعتمرين، بل هو دليل على تنوع المشاريع السياحية والترفيهية التي أصبحت تجذب السياح لأغراض أخرى غير دينية، مما يعزز من مكانة المملكة كوجهة سياحية شاملة تقدم تجارب متنوعة.

السعودية وجهة سياحية عالمية.. إنفاق قياسي وتجاوز الأهداف قبل الأوان

100 مليون سائح.. تجاوز الأهداف ورفع سقف الطموح

حققت المملكة العربية السعودية إنجازًا استثنائيًا في عام 2023، بينما تجاوزت مستهدفات الرؤية قبل موعدها بسبع سنوات كاملة. بعد تخطيها حاجز 100 مليون سائح محلي وأجنبي. هذا النجاح الكبير دفع الحكومة إلى رفع المستهدف لعام 2030 إلى 150 مليون سائح. مما يدل على الثقة الكبيرة في قدرة المملكة على تحقيق المزيد من النمو في هذا القطاع الحيوي.

 

هذه الزيادة الكبيرة في عدد السياح أسهمت في ارتفاع مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي، لتصل إلى 4.4%، مع استهداف 10% بحلول عام 2030.

كما أدت إلى توليد مزيد من الوظائف وتوطينها عبر برامج تدريبية متخصصة، مما يعود بالنفع على الاقتصاد الوطني والمواطنين. منذ عام 2016، بلغ عدد السياح في السعودية نحو 564 مليون سائح. شكّل السياح المحليون نحو 79% منهم، فيما بلغ عدد السياح الأجانب نحو 118.7 مليون سائح خلال نفس الفترة.

 

النمو في إنفاق السياح الأجانب أدى أيضًا إلى تحسن ملحوظ في بند السفر في ميزان المدفوعات السعودي. الذي سجل فائضًا للعام الثالث على التوالي ولأول مرة، مقارنة بعجوزات سابقة قبل عام 2018. وخلال العام الماضي، حقق بند السفر فائضًا قياسيًا بلغ نحو 50 مليار ريال سعودي. بزيادة 8% عن العام السابق، وذلك رغم ارتفاع الإنفاق السياحي. خارج السعودية أو ما يعرف بالسياحة المغادرة بنسبة 17% خلال الفترة نفسها.

 

تؤكد هذه الأرقام والإنجازات أن المملكة العربية السعودية تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق رؤيتها الطموحة لتصبح وجهة سياحية عالمية رائدة. لا تقتصر على الجانب الديني فحسب، بل تقدم تجربة سياحية متنوعة وغنية تلبي تطلعات الزوار من كافة أنحاء العالم.

NightlyNews24 موقع إخباري عربي يقدم أخبار السياسة، الاقتصاد، والرياضة بتغطية يومية دقيقة وتحليلات موجزة لمتابعة الأحداث الراهنة بأسلوب مهني وموضوعي.

النشرة البريدية

اشترك الآن في نشرتنا البريدية وكن أول من يتابع آخر الأخبار والتحديثات الحصرية مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!

آخر الأخبار

@2021 – جميع الحقوق محفوظة NightlyNews24