تشير التقارير الصحية الحديثة إلى أن السمنة المفرطة باتت واحدة من أخطر التحديات التي تواجه الأنظمة الصحية حول العالم، إذ ارتفعت معدلات الإصابة بها بشكل غير مسبوق خلال العقدين الماضيين.
لتتحول إلى مرض مزمن له مضاعفات صحية خطيرة تمتد إلى أمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم وبعض أنواع السرطان.
انتشار متسارع بين الفئات العمرية
منظمة الصحة العالمية أكدت أن عدد المصابين بالسمنة المفرطة تضاعف ثلاث مرات منذ عام 1975.
وأن أكثر من 1.9 مليار بالغ يعانون من زيادة الوزن، بينهم نحو 650 مليونًا مصابون بالسمنة المفرطة.
كما لم تعد المشكلة قاصرة على الكبار فقط، بل امتدت إلى الأطفال والمراهقين، حيث تشير الإحصاءات إلى أن نحو 39 مليون طفل تحت سن الخامسة يعانون من الوزن الزائد أو السمنة.
أسباب مرتبطة بنمط الحياة الحديث
يرجع الأطباء هذه الظاهرة إلى عدة عوامل أبرزها قلة النشاط البدني بسبب أنماط الحياة المريحة المعتمدة على التكنولوجيا.
بالإضافة إلى الاعتماد المتزايد على الأطعمة السريعة والمصنعة الغنية بالدهون والسكريات. كما تلعب العوامل الوراثية والهرمونية دورًا في زيادة احتمالية الإصابة.
خطورة المضاعفات الصحية
السمنة المفرطة لا تقتصر على المظهر الخارجي فقط، بل تؤثر بشكل مباشر على الصحة العامة، حيث ترتبط بزيادة احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
والسكري من النوع الثاني، ومشكلات التنفس، واضطرابات النوم، فضلًا عن تأثيرها النفسي والاجتماعي.
جهود لمكافحة الأزمة
تسعى الحكومات والمنظمات الصحية إلى إطلاق حملات توعية لتعزيز أنماط الحياة الصحية، وتشجيع النشاط البدني، وتحسين جودة الغذاء المتاح في الأسواق.
إلى جانب تطوير استراتيجيات علاجية تشمل الجراحة والعلاجات الدوائية لحالات السمنة المفرطة التي يصعب التعامل معها بالحمية والرياضة فقط.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن السيطرة على السمنة تتطلب تكاتف الجهود الفردية والمجتمعية.
إذ يعتبر تبني أسلوب حياة صحي هو السلاح الأكثر فاعلية لمواجهة هذا التحدي العالمي.