أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الاثنين، أن مصر ليست مسؤولة عن عرقلة دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. موضحاً أن المساعدات جاهزة وتعوقها إجراءات على الجانب الآخر من معبر رفح، الذي تسيطر عليه إسرائيل.
وفي كلمته الرسمية، شدد السيسي على أن “مصر لا تستطيع ولا يمكن أن تعرقل المساعدات بسبب مسؤوليتها الأخلاقية والوطنية تجاه الشعب الفلسطيني”. وأشار إلى أن تشغيل المعبر لا يتوقف فقط على القرار المصري، بل على الطرف الآخر الذي تسيطر عليه سلطات الاحتلال.
معبر رفح وإستراتيجية مصر الإنسانية
السيسي أوضح أن القاهرة تعمل على ثلاثة محاور رئيسية لحل الأزمة. وهي: وقف الحرب، إدخال المساعدات، وإطلاق سراح المحتجزين. وقال إن هذه الملفات مطروحة على طاولة المفاوضات مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بمشاركة قطرية وأميركية ضمن جهود الوساطة.
وأضاف أن هذه المحاولات تتعثر من وقت إلى آخر، لكنها لم تتوقف. مشيراً إلى أن الدولة المصرية حريصة على إيصال أكبر قدر ممكن من المساعدات إلى القطاع، رغم كل التحديات الميدانية.
الوضع في غزة لا يطاق
وصف الرئيس المصري الوضع الإنساني في قطاع غزة بأنه “مأساوي”، مؤكداً أن الحياة داخل القطاع “لا تُطاق”. وطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لتسهيل إدخال الأغذية والأدوية والمستلزمات الطبية وكل ما من شأنه تخفيف الكارثة المستمرة.
نداء لترامب والمجتمع الدولي
وفي نداء لافت، وجّه السيسي رسالة مباشرة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب قائلاً: “من فضلك، ابذل كل الجهد لإيقاف الحرب وإدخال المساعدات. أتصور أن الوقت قد حان لإنهاء هذه الحرب”. كما دعا المجتمع الدولي إلى تكثيف جهوده لإنهاء الحرب وإنقاذ المدنيين من الجوع والدمار.
وأكد أن “الدولة المصرية تقوم بدور شريف ومحترم ومخلص وأمين تجاه الأشقاء الفلسطينيين. وهو دور لن يتغير، وسنظل نبحث عن حل نهائي للقضية الفلسطينية ينهي المعاناة”.
زاد العزة.. من مصر إلى غزة
في سياق متصل، أعلن الهلال الأحمر المصري انطلاق الفوج الثاني من قافلة “زاد العزة.. من مصر إلى غزة”، محمّلة بـ1500 طن من المساعدات الإنسانية. وتعد هذه القافلة امتداداً لجهود مستمرة منذ بداية الأزمة.
وبحسب الهلال الأحمر، بلغ عدد الشاحنات التي دخلت غزة منذ اندلاع الحرب أكثر من 35 ألف شاحنة. محملة بما يزيد عن 500 ألف طن من المساعدات الإغاثية. شملت أغذية وأدوية ومستلزمات طبية ووقود، إضافة إلى سيارات إسعاف ومواد إيواء، في محاولة لتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني.