شهدت أسواق المعادن النفيسة، اليوم الإثنين، حدثًا بارزًا، بتجاوز سعر أونصة الفضة 40 دولارًا. في سابقة لم تحدث منذ عام 2011.
يأتي هذا الصعود بدعم مباشر من التوقعات المتزايدة بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيخفض أسعار الفائدة خلال الشهر الجاري. وهو ما دفع المستثمرين إلى تكثيف إقبالهم على الأصول الآمنة، مثل الذهب والفضة.
مكاسب قوية منذ بداية العام
ارتفعت أسعار الفضة بنسبة تفوق 40% منذ مطلع عام 2025. لتصبح واحدة من أبرز الأصول أداءً في الأسواق العالمية. وترافق هذا الارتفاع مع موجة صعود جماعية شملت الذهب والبلاتين والبلاديوم، حيث لجأ المستثمرون إلى المعادن النفيسة كخيار استثماري يعزز من قدرتهم على مواجهة حالة الضبابية الاقتصادية وتقلبات السياسات النقدية.
دور صناديق المؤشرات المتداولة
من أبرز عوامل دعم أسعار الفضة، زيادة الإقبال على صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالمعدن. حيث ارتفعت حيازات هذه الصناديق للشهر السابع على التوالي في أغسطس، لتسجل أطول سلسلة تدفقات داخلة منذ عام 2020.
هذه الزيادة الكبيرة في الطلب المؤسسي ساهمت في زيادة الضغط على المعروض المحدود، وهو ما يعزز استمرار المسار الصعودي للفضة في المدى المتوسط.
العوامل الاقتصادية المؤثرة
يرى محللون أن التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية لا تقتصر فقط على تعزيز الطلب على المعادن النفيسة، بل تدعم أيضًا تحركات المضاربين والمستثمرين الذين يبحثون عن بدائل استثمارية ذات عوائد أفضل في ظل احتمالات تراجع الدولار الأمريكي. وعادة ما تستفيد الفضة والذهب من انخفاض العملة الأمريكية، إذ تصبح تكلفتهما أرخص لحاملي العملات الأخرى.
تصريحات الخبراء
قال تيم ووترر، كبير محللي السوق في شركة “كيه.سي.إم تريد”، إن عطلة الأسواق الأمريكية ساهمت في تقليل مستويات السيولة؛ ما أدى إلى تضخيم التحركات السعرية للذهب والفضة.
وأوضح أن استمرار صعود الفضة يعكس ثقة المستثمرين في أن السياسات النقدية المقبلة للفيدرالي ستخلق بيئة داعمة لمزيد من الارتفاعات.
آفاق مستقبلية
يتوقع خبراء أن تواصل الفضة مكاسبها إذا أقدم الاحتياطي الفيدرالي بالفعل على خفض أسعار الفائدة. كما أن الطلب الصناعي المتنامي، خاصة في قطاعات الطاقة النظيفة مثل الألواح الشمسية، يمنحها ميزة إضافية تجعلها مختلفة عن الذهب الذي ينظر إليه بشكل أكبر كملاذ استثماري.