قرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بالإجماع، في اجتماعه الأربعاء، الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير للمرة الرابعة على التوالي، لتستقر عند نطاق 4.25% إلى 4.5%، وهو المستوى الذي حافظ عليه منذ ديسمبر الماضي. جاء هذا القرار متوافقًا مع توقعات الأسواق، إلا أن التوقعات المستقبلية للبنك المركزي كشفت عن تحولات مهمة في مسار السياسة النقدية والتنبؤات الاقتصادية.
توقعات خفض أسعار الفائدة تتراجع في 2026
في تطور لافت، توقع بنك الاحتياطي الفيدرالي خفضًا في أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس فقط خلال عام 2025، وهي التوقعات التي كانت سائدة في تقديراته السابقة. ومع ذلك، أشار البنك إلى تعديل في توقعاته لعام 2026، حيث يتوقع المسؤولون الآن خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس فقط. مقارنة بـ 50 نقطة أساس في التوقعات السابقة. هذا التراجع في وتيرة الخفض المتوقعة يشير إلى نظرة أكثر حذرًا بشأن التضخم المستمر.
التضخم يرتفع ونمو الاقتصاد يتباطأ
على صعيد التوقعات الاقتصادية، أشار الفيدرالي إلى أن معدل البطالة في الولايات المتحدة لا يزال منخفضًا وأن ظروف سوق العمل لا تزال قوية. ومع ذلك، أكد البنك أن التضخم لا يزال مرتفعًا إلى حد ما.
وفي إشارة مقلقة، رفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي توقعاته لمعدل التضخم إلى 3% خلال عام 2025. بزيادة عن التوقعات السابقة التي كانت تشير إلى 2.7%. وفي المقابل، خفض البنك توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكي خلال عام 2025 إلى 1.4% من 1.7% المتوقعة سابقًا. مما يعكس احتمال تباطؤ النمو الاقتصادي في ظل ضغوط التضخم وتأثير السياسة النقدية التقييدية.
بينما تشير هذه التوقعات إلى استمرار التحديات التي يواجهها الفيدرالي الأمريكي في تحقيق التوازن بين كبح جماح التضخم والحفاظ على زخم النمو الاقتصادي. ومع إبقاء الفائدة ثابتة في الوقت الحالي، تتجه الأنظار نحو البيانات الاقتصادية القادمة لتحديد ما إذا كانت هذه التوقعات. ستصمد أمام التغيرات في المشهد الاقتصادي العالمي والمحلي.