الأربعاء, سبتمبر 17, 2025
الرئيسية » القصة الحقيقية لـ “ريا وسكينة”

القصة الحقيقية لـ “ريا وسكينة”

ريا وسكينة
ريا وسكينة

شقيقتان مصريتان من أشهر السفاحين في مصر، اشتهرتا بتكوين عصابة لأستدراج النساء وقتلهن من أجل السرقة في الفترة ما بين ديسمبر 1919 ونوفمبر 1920 مما تسبب في خلق حالة من الذعر في مدينة الإسكندرية في ذلك الوقت، نزحتا في بداية حياتهما برفقة والدتهن وشقيقهن الأكبر أبو العلا من صعيد مصر إلى مركز كفر الزيات، ومن ثم إلى مدينة الأسكندرية، في حي اللبان في شارع ماكوريس سابقا “محمد يوسف” حاليا.

واستقروا بها في بدايات القرن العشرين حيث بدؤوا العمل في الأعمال غير المشروعة مثل تسهيل تعاطي المخدرات والخمور عن طريق إنشاء محال سرية لتلك الممارسات، والقوادة وتسهيل الدعاره السرية إلى أن انتهى بهم المطاف باستدراج النساء وقتلهن بهدف الإستيلاء على مصوغاتهن الذهبية بالاشتراك مع محمد عبد العال زوج سكينة، والتي بدأت حياتها بائعة هوى، وحسب الله سعيد مرعي زوج ريا، واثنان آخران هما عرابي حسان وعبد الرازق يوسف.

 

‎17 جريمة لـ “ريا وسكينة”

“عم متولي” أقدم سكان المنطقة، لديه الكثير من المعلومات عن القصة الأشهر بحي اللبان، أن الشقيقتان أقامتا برفقة مجموعة من المعاونين وعلى رأسهم عرابى حسان وعبد الرازق يوسف فى عدد من الشقق المستأجرة، والتى اتخذت مسرحاً للجرائم، أبرزها فى 5 شارع ماكوريس فى حى كرموز، و38 شارع على بك الكبير، و16 حارة النجاة، و8 حارة النجاة، حيث كانت الشقيقتان تستقطبان الضحايا من زنقة الستات لمسرح الجريمة لقتلها وسرقة المجوهرات، حتى نجحتا فى تنفيذ 17 جريمة.

ريا وسكينة

عم متولى

البخور أشهر أدوات أخفاء الجريمة

يشير “عم متولي” بيده لمنزل ريا وسكينة، ويكمل حديثه : هذا المكان الأكثر احتفاظا بجثث الضحايا، ونظرا لانبعاث رائحة كريهة منه مع الوقت، قرر المجرمون الأستعانة بالبخور للتغلب على هذه الرائحة، خاصة أن “كراكون اللبان” أو قسم اللبان كان على بعد حوالي 3 أمتار من المنزل، قبل أن يهدم المبنى ويتم نقل القسم لمكان آخر.

 

البلاغات المقدمة

وحول بداية رحلة المجرمين، يقول اللواء علاء عبد المجيد مساعد وزير الداخلية الأسبق: الأمر فى بدايته لم يكن لافت للانتباه، حيث كانت بلاغات فردية، بدأت ببلاغ من زينب حسن البالغة من العمر أربعين عاماً إلى حكمدار بوليس الإسكندرية فى منتصف شهر يناير عام 1920 تؤكد فيه اختفاء ابنتها نظلة أبو الليل البالغة من العمر 25 سنة، ثم جاء بعدها بلاغ فى منتصف شهر مارس من العام نفسه تلقاه رئيس نيابة الإسكندرية من المواطن محمود مرسى يفيد باختفاء أخته زنوبه حرم حسن محمد زيدان، وعلى الرغم من ذكر صاحب البلاغ اسم “ريا وسكينة” فى كونهما آخر اثنتين كانتا بصحبة اخته، إلا أن الجهات الأمنية استبعدتهما من الشبهات ودائرة التحقيقات، ثم جاء البلاغ الثالث من “أم إبراهيم” فتاة تبلغ من العمر 15 عاماً، أكدت فى بلاغها للجهات الأمنية بالإسكندرية اختفاء أمها زنوبة عليوة “بائعة طيور 36 عاما”، وتشير الفتاة فى بلاغها أن آخر من تقابل مع والدتها هما ريا وسكينة، ثم جاء بلاغ من حسن الشناوى ويعمل جناينى بجوار نقطة بوليس يؤكد أن نبوية على اختفت من عشرين يوما.

البلاغات الأربعة أصابت الجميع بحالة من الهلع والخوف الذى ضرب المنطقة الهادئة بأكملها، حيث كانت تقيم ريا وسكينة فى حى اللبان، واستغلا الاثنان انشغال الأهالى والأمن بمكافحة الإنجليز لتنفيذ الجرائم بسهولة، لكن الشرطة بدأت تفحص الأمر لتكراره، الحديث ل اللواء عبد المجيد.

 

إلقاء القبض على “ريا وسكينة”

ألقي القبض عليهم وتوجيه تهمة القتل العمد لـ 17 سيدة وتم إدانتهم من قبل المحكمة، وتم إعدامهم في 21 و 22 ديسمبر سنة 1921، تعد ريا وسكينة أول سيدتين يتم تنفيذ حكم الإعدام عليهن في تاريخ مصر الحديث.

ريا وسكينة

ريا وسكينة

أخر كلمات المجرمين

‎وكانت آخر جملة قالها كل متهم منهم قبل تنفيذ حكم الإعدام حسب محضر التنفيذ قالت ريا “أودعتك يا بديعة يا بنتي عند الله”، بينما قالت سكينة : أنا جدعة وبتشنق محل الجدعان، فيما قال عبد العال :كتف شد حيلك، وقال حسب الله: صحيح قتلت بس 15 مش 17، ونطق جميع المتهمين الشهادتين.

وبالرغم من أن التشكيل العصابي كان مكون من 6 أفراد (ريا، سكينة، حسب الله، عبد العال، عرابي وعبد الرازق) إلا أن قصتهما اشتهرت إعلامياً بـ “ريا وسكينة”، وكذلك تناولت الكثير من الأعمال الفنية نفس الاسم، حيث ألهمت قصتهن العديد من صناع الفن وبلغت نحو 12 عملاً فنياً بين أفلام ومسلسلات ومسرحيات وأعمال إذاعية لتكون أكثر شخصيات تم اقتباس قصتهن في الأعمال الفنية العربية، كما صدرت عدة مؤلفات عن حياتهن وجرائمهن وأشهرها كتاب “رجال ريا وسكينة” من تأليف صلاح عيسي عام 2002.

NightlyNews24 موقع إخباري عربي يقدم أخبار السياسة، الاقتصاد، والرياضة بتغطية يومية دقيقة وتحليلات موجزة لمتابعة الأحداث الراهنة بأسلوب مهني وموضوعي.

النشرة البريدية

اشترك الآن في نشرتنا البريدية وكن أول من يتابع آخر الأخبار والتحديثات الحصرية مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!

آخر الأخبار

@2021 – جميع الحقوق محفوظة NightlyNews24