يسعى مطورو العقارات في الإمارات إلى جذب المستثمرين البريطانيين بعد تراجع قيمة الدرهم مقابل الجنيه الإسترليني، نتيجة الانخفاض في الدولار الأمريكي المرتبط بالرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب. وقد أدى هذا الانخفاض إلى جعل أسعار العقارات الإماراتية أكثر جاذبية عند احتسابها بالجنيه الإسترليني.
ويأتي هذا التوجه في ظل صعوبات تواجهها السوق المحلية في الإمارات، والتي كانت من بين الأفضل أداءً عالمياً لكنها تعاني الآن من فائض المعروض وقلة الطلب.
مكاتب مبيعات جديدة في لندن
خلال العام الماضي، افتتحت شركتا بن غاطي و”دانوب” مكاتب مبيعات في لندن. لتنضم إلى شركات مثل الدار وداماك وشوبا العقارية، بهدف استقطاب المشترين البريطانيين.
وقال رضوان ساجان، رئيس مجلس إدارة “دانوب”، لـ”رويترز”: “العملة تحدث فارقًا كبيرًا”. في إشارة إلى قوة الجنيه الإسترليني مقابل الدرهم. بينما أكد محمد بن غاطي، رئيس مجلس إدارة شركة بن غاطي. أن تراجع الدرهم جذب المزيد من المستثمرين البريطانيين إلى سوق دبي العقاري.
الرسوم الجمركية الأمريكية وأثرها على الدرهم
أدت الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها ترامب إلى تراجع الدولار الأمريكي. ما انعكس على انخفاض قيمة الدرهم بنحو 8% مقابل الجنيه الإسترليني منذ يناير 2025، وهو ما منح المشترين البريطانيين خصمًا فعليًا عند شراء العقارات الإماراتية.
وأشار سماسرة العقارات في لندن إلى أن بعض الأثرياء غادروا المملكة المتحدة بسبب ارتفاع الضرائب، لكن الأدلة الرسمية على هذا التحول لا تزال محدودة. ووفقاً لشركات الاستشارات العقارية مثل “سي.بي.ار.إي” و”نايت فرانك”. تعد دبي من بين الوجهات المفضلة للمستثمرين الأثرياء الذين يغادرون لندن، إلى جانب موناكو وإيطاليا وسويسرا.
الإمارات
استراتيجيات لجذب المشترين البريطانيين
لتعزيز الجاذبية، تقدم شركة بن غاطي خطط دفع مرنة وأسعارًا خاصة للمستثمرين البريطانيين. بينما تعاونت داماك مع نادي تشيلسي لكرة القدم لإطلاق مساكن تحمل العلامة التجارية للنادي في دبي.
وبحسب شركة الوساطة العقارية الإماراتية بيتر هومز. قفز الاستثمار البريطاني في منازل دبي بنسبة 62% على أساس سنوي في الربع الثاني من 2025، مما جعل المقيمين في المملكة المتحدة أكبر مشتري العقارات الأجانب في الإمارة لأول مرة منذ عام 2023، متجاوزين المستثمرين الهنود.
نظرة مستقبلية للسوق العقاري في الإمارات
حقق قطاع العقارات الإماراتي استفادة غير متوقعة من الرسوم الجمركية الأمريكية، حيث توجهت الاستثمارات إلى الأسواق الناشئة الأقل تأثراً بالتقلبات العالمية. وتعتمد الإمارات تقليديًا على عائدات النفط، لكن السوق العقاري والسياحة أصبحا الآن محركات جذب لرؤوس الأموال الأجنبية.
ورغم موجة ارتفاع الأسعار الأخيرة، يتوقع بعض الخبراء تراجعًا محتملًا في سوق دبي العقاري. ففي مايو 2025، توقعت وكالة فيتش انخفاضاً بنسبة 15% في أسعار العقارات بدبي حتى نهاية 2025 وعام 2026.
التوسع الدولي للمطورين في الإمارات
مع صعوبة السوق المحلية، يتجه المطورون نحو التوسع الدولي وتنويع عملياتهم، حيث أطلقت شركات مثل داماك والدار ومدن أذرع تطوير عقاري في المملكة المتحدة عبر شركات تابعة أو مشاريع مشتركة، كان أحدثها في يناير 2025.
وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة “الدار العقارية”، طلال الذيابي. إن شركة لندن سكوير التابعة لها حصلت على 15 قطعة أرض جديدة وأطلقت 6 مشروعات تطوير عقاري منذ أواخر 2023.
وبحسب بيانات “نايت فرانك”، يستغل مطورو العقارات في الإمارات انخفاض أسعار العقارات في بريطانيا لجذب الإماراتيين الأثرياء. الذين أصبحوا الان يمثلون 3% من مستثمري لندن، بزيادة خمسة أضعاف مقارنة بنسبة 0.6% قبل عام.