تجسّد المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية نموذجاً حياً للتنمية المستدامة والإمكانات الزراعية والاقتصادية الهائلة، مما يجعلها ركيزة أساسية في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 الطموحة. بفضل موقعها الاستراتيجي وثرواتها المتنوعة، تعرف المنطقة بأنها “أرض الفرص” التي تعزز من الأمن الغذائي والاقتصاد الوطني، وذلك عبر أدائها المتميز في قطاعات حيوية.
إمكانات زراعية ضخمة تدعم الأمن الغذائي
يظهر القطاع الزراعي في المنطقة الشرقية دوراً حيوياً ومساهمة كبيرة في الأمن الغذائي الوطني، حيث يبلغ الإنتاج السنوي من التمور 203,069 طناً، وتضم المنطقة أكثر من 3.1 مليون شجرة نخيل موزعة، مما يؤكد مكانتها كمركز رئيسي لهذه الثمرة الاستراتيجية. كما تسجل المنطقة إنتاجاً سنوياً من الحليب الخام يقدر بمليار و 39 مليون لتر، ويصل حجم الإنتاج السنوي من بيض المائدة إلى مليار بيضة، مما يعكس التنوع والقدرة الإنتاجية الكبيرة في قطاع الأغذية.
“الأحساء” إرث عالمي وقوة زراعية
تعد واحة الأحساء في المنطقة الشرقية دليلاً على العمق التاريخي والإمكانات الزراعية، حيث حظيت باعتراف عالمي كونها رقعة زراعية مُسجلة في اليونسكو، وهي أكبر واحة نخيل طبيعية في العالم، ما يؤكد على قيمتها التاريخية والبيئية كموقع طبيعي وثقافي مميز وشريك في دعم التنمية المستدامة.
المنطقة الشرقية وتحقيق مستهدفات الرؤية
في حين تتجه المنطقة الشرقية بخطى ثابتة نحو تحقيق محاور رؤية 2030. فهي تساهم بفعالية في تنويع مصادر الدخل الوطني بعيداً عن النفط، من خلال تعظيم الاستفادة من مواردها الزراعية والصناعية واللوجستية. كونها مركزاً صناعياً ولوجستياً رئيسياً في المملكة، وهو ما يدعم الاقتصاد المزدهر. كما يعزز التطور الحضري. والمشاريع النوعية فيها من جودة الحياة لسكانها وزوارها، بما يتماشى مع مستهدفات المجتمع الحيوي. وتركز جهود التنمية في الشرقية على الاستدامة والكفاءة في استخدام الموارد المائية والبيئية. خاصة في المجال الزراعي، لضمان مستقبل مزدهر للأجيال القادمة، تجسيداً لملامح الوطن الطموح.
إن المنطقة الشرقية، بما تمتلكه من مقومات طبيعية وبشرية واقتصادية، تعد نموذجاً رائداً للتنمية المتكاملة. كما تؤكد دورها كقاطرة للاقتصاد الوطني وشريك أساسي في بناء مستقبل المملكة المشرق.
