في الذكرى ال95 لتوحيد المملكة، لا يقتصر اليوم الوطني السعودي على كونه مناسبة للاحتفال بالهوية الوطنية فحسب، بل يتجاوز ذلك ليشكل منصة دبلوماسية تعكس مكانة الرياض كقوة إقليمية ودولية مؤثرة. إذ بات هذا اليوم فرصة لإبراز دور السعودية في بناء الشراكات الاستراتيجية، ودعم الاستقرار. وتعزيز صورتها كفاعل رئيسي في صياغة المشهدين العربي والدولي.
شراكات استراتيجية إقليمية
كما أعادت المناسبة تسليط الضوء على عمق العلاقات السعودية – المصرية. حيث شدد السفير السعودي في القاهرة على أن الشراكة بين البلدين تمثل “ركيزة للأمن والسلم الإقليمي”. في وقت يواصل فيه قادة البلدين تنسيق مواقفهما بشأن أبرز الملفات الإقليمية والدولية.
قوة ناعمة ودور إنساني
ويبرز في هذا السياق أيضًا الدور السعودي الإنساني الذي تجسده مبادرات مركز الملك سلمان للإغاثة، حيث قدمت المملكة أكثر من 96 مليار دولار كمساعدات إنسانية لأكثر من 90 دولة. كما يعكس حضورًا دوليًا يعزز صورتها كقوة ناعمة فاعلة.
تقارب إقليمي وتحولات دبلوماسية
على الصعيد الإقليمي، ساهمت الجهود السعودية في إعادة فتح السفارات مع إيران بعد سنوات من القطيعة، كما استضافت الرياض لقاءات رسمية مع الجانب السوري. كما أنها إشارة إلى توجه المملكة نحو تعزيز المصالحة الإقليمية ودعم الحلول السياسية للأزمات العربية.
علاقات متوازنة مع القوى الكبرى
أما دوليًا، فقد شهدت العلاقات السعودية – الفرنسية تطورًا لافتًا، ترجم في لقاءات رفيعة المستوى واتفاق على عقد مؤتمر مشترك لدعم حل الدولتين في فلسطين، إضافة إلى بحث ملفات الأمن والسلام في غزة وأوكرانيا.
انعكاس عالمي
هكذا، يغدو اليوم الوطني السعودي أكثر من مجرد مناسبة للاحتفال، بل نافذة دبلوماسية تؤكد أن المملكة ليست فقط صاحبة تاريخ وهوية، بل أيضًا شريكًا عالميًا يسهم بفاعلية في صياغة مستقبل أكثر استقرارًا للمنطقة والعالم.