أطلق بنك إنجلترا تحذيراً شديد اللهجة بشأن استقرار الأسواق المالية العالمية، مشيراً إلى أن العالم قد يكون على وشك مواجهة “فقاعة ذكاء اصطناعي محتملة” وأن تصحيحاً حاداً للأسواق قد يكون قريباً. هذا التحذير جاء في سياق تقرير البنك الذي يقارن الأوضاع الحالية بذروة فقاعة الإنترنت التي ضربت الأسواق في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
قارن البنك المركزي البريطاني تقييمات الأسهم الأميركية الحالية بتلك الفترة. مشيراً إلى أن السوق تظهر علامات مشابهة لفقاعة “دوت كوم”، مع ملاحظة تركيز غير مسبوق في السوق.
تركيز قياسي ينذر بالخطر
كشف البنك عن رقم مثير للقلق يؤكد خطورة الموقف، بينما تأتي الآن 30% من القيمة الإجمالية لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 من خمس شركات فقط تركز بشكل رئيسي على الذكاء الاصطناعي. هذا التركيز الهائل يعتبر الأكبر للمؤشر خلال 50 عاماً، مما يعكس هيمنة متزايدة لعدد محدود من أسهم التكنولوجيا المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، ويشير إلى وجود “تضخم” في تقييمات هذه الشركات قد لا يتماشى مع الأساسيات الاقتصادية.
الدولار في دائرة التحذير
لم يقتصر تحذير بنك إنجلترا على أسواق الأسهم العالمية فحسب، بل امتد ليطال العملات أيضاً. فقد حذر البنك من أن تهديدات استقلال بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي قد تؤدي إلى تراجع ملموس في قيمة الدولار. مما يزيد من حالة عدم اليقين في النظام المالي.
المستثمرون يتحوّطون بالذهب والعملات المشفرة
بينما تزامنت هذه التحذيرات المصرفية الرسمية مع تقارير تشير إلى قلق متزايد وواضح بين المستثمرين. ففي محاولة للتحوّط ضد الانهيار المحتمل للأسواق، يتجه المستثمرون بشكل متزايد إلى الأصول البديلة، وفي مقدمتها الذهب والعملات المشفرة. هذا التحول يعكس مخاوف عميقة من عدم استقرار النظام المالي التقليدي. وربما يكون مؤشراً مبكراً على سعي رؤوس الأموال. لتأمين نفسها بعيداً عن تقلبات الأسهم. التي تقودها طفرة الذكاء الاصطناعي.