انخفضت أسهم شركة ساب (SAP) الألمانية للبرمجيات بنسبة 3.9% في تعاملات صباح الأربعاء. رغم إعلانها عن نتائج مالية قوية للربع الثاني من عام 2024. وجاء هذا التراجع نتيجة خيبة أمل المستثمرين بعد أن أبقت الشركة على توقعاتها السنوية دون تعديل، على عكس التوقعات التي كانت تشير إلى احتمال رفعها.
نمو في الإيرادات والسيولة.. لكن الحذر يسيطر
في تقريرها ربع السنوي، أوضحت ساب أن المبيعات والأرباح والسيولة النقدية الحرة شهدت نموًا ملحوظًا، لكنها فضلت عدم تعديل التوقعات السنوية نظرًا لارتفاع مستويات عدم اليقين وضعف الرؤية المستقبلية.
وقال المدير المالي للشركة، دومينيك أسام، إن ساب تدخل النصف الثاني من العام بتفاؤل حذر. وتراقب عن كثب التطورات الجيوسياسية والاتجاهات في القطاع العام.
توقعات الأرباح التشغيلية دون مفاجآت
تتوقع الشركة أن يتراوح صافي أرباحها التشغيلية لعام 2024 بين 10.3 و10.6 مليار يورو، مقارنة بـ 8.15 مليار يورو في عام 2023. ورغم ذلك، اعتبر محللو دويتشه بنك أن هذه التوقعات تترك هامشًا للخطأ، مشيرين إلى تباطؤ في قرارات الشراء لدى العملاء الأميريكيين بسبب حالة عدم اليقين المتعلقة بالسياسات التجارية في واشنطن.
نتائج تشغيلية لافتة تفوق التوقعات
حققت ساب ارتفاعًا بنسبة 83% في السيولة النقدية الحرة على أساس سنوي. لتصل إلى 2.36 مليار يورو، متجاوزة توقعات السوق بنحو مليار يورو. كما قفز الربح التشغيلي بنسبة 33% ليبلغ 2.57 مليار يورو. مدعومًا بنتائج برنامج إعادة الهيكلة الذي أطلقته الشركة في وقت سابق من العام.
استثمار في الذكاء الاصطناعي وتحديات في الانتقال السحابي
كانت ساب قد أعلنت العام الماضي عن خطة تحول بقيمة ملياري يورو تهدف إلى تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي. عبر إعادة تدريب موظفيها أو تقليص أعدادهم بشكل طوعي. ورغم هذه الجهود، أبدى بعض المستثمرين تحفظهم، معتبرين أن الأرباح لا تزال تعتمد على الأنشطة التقليدية مثل تراخيص البرمجيات.
ساب في مواجهة تحديات التحول الرقمي
تعد ساب واحدة من أكبر شركات البرمجيات في أوروبا والعالم، وتشتهر بتوفير حلول تخطيط موارد المؤسسات (ERP) للقطاعين العام والخاص. وتسعى الشركة حاليًا لتحديث نموذج أعمالها عبر التركيز على خدمات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، إلا أن هذا التحول يواجه تحديات تنافسية قوية وتباطؤًا في بعض الأسواق العالمية.