تراجعت عائدات السندات الحكومية في منطقة اليورو، اليوم الخميس. مع استمرار تركيز المستثمرين على خطط الإنفاق الحكومي وتوجهات السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي. في ظل تنامي القلق بشأن ارتفاع مستويات العجز واتساع الدين العام لدى بعض دول المنطقة.
وسجل العائد على السندات الألمانية لأجل 10 سنوات، التي تعد مرجعية في المنطقة. انخفاضًا بمقدار نقطتي أساس ليصل إلى 2.54%. بعدما كان قد ارتفع بثلاث نقاط أساس في اليوم السابق. كما تراجع العائد على السندات الألمانية لأجل 30 عامًا بمقدار 1.5 نقطة أساس إلى 3.05%.
ويتابع المستثمرون العائدات طويلة الأجل من كثب، وسط توقعات بزيادة الاقتراض الحكومي، خصوصًا من جانب ألمانيا، لتمويل خطط توسيع الإنفاق الدفاعي.
تصاعد الضغوط الدفاعية
جاء هذا التحول عقب إعلان قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، يوم الأربعاء. التزامهم برفع الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي. وهو هدف طموح، خاصة للدول التي تواجه ضغوطًا مالية وارتفاعًا في مستويات الدين.
ورغم ذلك، فإن ألمانيا التي تتمتع بمرونة مالية أكبر، كشفت هذا الأسبوع عن مشروع موازنة لعام 2025، يتضمن مستويات إنفاق قياسية تستهدف تحفيز النمو الاقتصادي.
وفي السياق ذاته، انخفض العائد على السندات الألمانية لأجل عامين. والتي تعد الأكثر حساسية للسياسة النقدية، بمقدار 1.5 نقطة أساس إلى 1.831%.
تقارب في مستويات الثقة
كما تراجع العائد على السندات الإيطالية لأجل 10 سنوات بمقدار 2.5 نقطة أساس إلى 3.484%. ما أدى إلى تقليص الفارق بين العائدين الألماني والإيطالي إلى 93 نقطة أساس. في إشارة إلى تقارب في تقييمات الأسواق للمخاطر السيادية داخل منطقة اليورو.
ويأتي ذلك في ظل قرار البنك المركزي الأوروبي هذا الشهر بخفض سعر الفائدة على الودائع. بعد سلسلة من ثمانية تخفيضات خلال أكثر من عام. غير أنه أشار إلى احتمال التريث قبل تنفيذ مزيد من الخفض خلال الفترة المقبلة.
وتترقب الأسواق تصريحات كل من نائب رئيس البنك المركزي الأوروبي. لويس دي جيندوس، وعضوة المجلس التنفيذي إيزابيل شنابل. المقررة في وقت لاحق اليوم، والتي قد تقدم مؤشرات أوضح حول مسار السياسة النقدية في المدى القريب.