تستضيف رابطة دول جنوب شرق آسيا «آسيان» نهاية هذا الأسبوع قادة العالم في قمتها السنوية التي تُعقد بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، بالتزامن مع محادثات تجارية حاسمة بين الولايات المتحدة والصين.
وتشكل القمة أول محطة في جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الآسيوية، التي تستمر خمسة أيام وتشمل ماليزيا واليابان وكوريا الجنوبية.
من المتوقع أن تدفع «آسيان» خلال الاجتماع نحو تعزيز التعددية التجارية وتوسيع علاقاتها مع شركاء جدد، في محاولة لاحتواء تداعيات سياسة الرسوم الجمركية التي ينتهجها الرئيس ترامب عالميًا.
وتبقى الرسوم الجمركية الأمريكية، التي فرضت واشنطن بموجبها رسومًا تتراوح بين 10% و40% على واردات دول جنوب شرق آسيا، محورًا رئيسًا على جدول أعمال القمة، حيث يسعى قادة الرابطة إلى توقيع تفاهمات تجارية مباشرة مع الولايات المتحدة بحضور ترامب.
جولة ترامب ومحادثات تجارية صينية-أمريكية
يبدأ الرئيس الأمريكي زيارته إلى كوالالمبور يوم الأحد، بهدف تعزيز مكانته الدبلوماسية. ويأتي ذلك في الوقت الذي يعمل فيه مسؤولون أمريكيون وصينيون على تجنب تصعيد الحرب التجارية. قبل لقائه المرتقب مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية الأسبوع المقبل.
ويرافق ترامب في جولته عدد من كبار المسؤولين، من بينهم وزير الخزانة سكوت بيسنت والممثل التجاري جيميسون غرير. اللذان من المقرر أن يغادرا محادثات مع مسؤولين صينيين في ماليزيا؛ لبحث ملفات اقتصادية وتجارية قبل اجتماع ترامب وشي.
وقد وسعت بكين مؤخرًا قيودها على تصدير المعادن النادرة. في حين توقع ترامب التوصل إلى تفاهمات مع الرئيس الصيني تشمل استئناف الصين شراء فول الصويا من الولايات المتحدة. إلى جانب ملفات تتعلق بالحد من الأسلحة النووية.
قادة بارزون واتفاقيات دبلوماسية
يحضر القمة عدد من القادة البارزين، بينهم رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا. ورئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، ورئيسة الوزراء اليابانية المنتخبة حديثًا ساناي تاكاييتشي، إلى جانب الرئيس الأمريكي.
وقال رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، مستضيف القمة، إن الحدث يمثل «توجهًا استراتيجيًا جديدًا لماليزيا ودول آسيان نحو توسيع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع مناطق أخرى، بما في ذلك إفريقيا وأمريكا اللاتينية».
وستكون من أبرز فعاليات القمة توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار بين تايلاند وكمبوديا، بعد نزاع حدودي استمر خمسة أيام في يوليو.
وأكدت ماليزيا أنها أسهمت في التوصل إلى الهدنة بدعم من اتصالات مباشرة أجراها ترامب مع قادة البلدين، ومن المقرر أن يتم توقيع الاتفاق النهائي الأحد، بحضور الرئيس الأمريكي.
كما من المتوقع أن تعلن «آسيان» رسميًا انضمام تيمور الشرقية كعضو حادي عشر في الرابطة يوم الأحد، في خطوة تعد انتصارًا سياسيًا للدولة الفقيرة.
انقسام حول ميانمار و”آر سي إي بي” كبديل تجاري
رغم التفاؤل ببعض الملفات، لا تزال الرابطة منقسمة حول كيفية التعامل مع الأزمة المستمرة في ميانمار منذ الانقلاب العسكري عام 2021.
بينما يواصل القتال تصاعده رغم الدعوات المتكررة للتهدئة، تعتزم وزارات الخارجية في دول «آسيان». مناقشة إرسال مراقبين إلى الانتخابات العامة المرتقبة في ديسمبر، التي يعتبرها منتقدون «شكلية».
على هامش القمة، ستستضيف ماليزيا اجتماعًا لقادة اتفاق الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة «آر سي إي بي». وهو أكبر تكتل تجاري في العالم يضم دول «آسيان» إلى جانب الصين واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا.
علاوة على ذلك ينظر إلى هذا التكتل كبديل محتمل لمواجهة الرسوم الأمريكية. رغم ما يواجهه من خلافات داخلية بين أعضائه.