جدد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، التأكيد على أن الرسوم الجمركية تمثل أداة ضغط قوية وفعالة يمكن استخدامها لدفع شركات الأدوية العالمية إلى إعادة خطوط إنتاجها ومصانعها إلى داخل الولايات المتحدة. جاءت تصريحات ترامب هذه في إطار حديث له تناول قضايا الصناعة الدوائية الأمريكية واعتمادها المتزايد على الإنتاج الخارجي.
الرسوم الجمركية سلاحي لإعادة شركات الأدوية إلى أمريكا
أوضح ترامب رؤيته حول كيفية استخدام الرسوم الجمركية لتحقيق هذا الهدف، قائلاً: “لم نعد نُنتج أدويتنا، ولا نصنّع الأدوية بأنفسنا. شركات الأدوية باتت في أيرلندا وفي أماكن عديدة أخرى، مثل الصين”. وأضاف بلهجة واثقة: “وكل ما عليّ فعله هو فرض رسوم جمركية كلما أردت تسريع عودتهم، زدت من الرسوم فالأمر عكسي كلما ارتفعت الرسوم، تسارعت وتيرة العودة”.
تشير تصريحات ترامب إلى إيمانه الراسخ بأن التهديد بفرض رسوم جمركية مرتفعة على الأدوية المستوردة سيجعل من المجدي اقتصاديًا لشركات الأدوية إعادة النظر في مواقع إنتاجها ونقلها مرة أخرى إلى الولايات المتحدة. ويرى أن هذه الآلية ستعمل كحافز قوي يدفع الشركات إلى تفضيل الإنتاج المحلي لتجنب التكاليف الإضافية الناتجة عن الرسوم الجمركية.

ترامب يلوح بسلاح الرسوم الجمركية لإجبار شركات الأدوية على العودة إلى الولايات المتحدة
“لم نعد نُنتج أدويتنا”: ترامب يعرب عن قلقه من اعتماد أمريكا على الخارج في صناعة الأدوية
عبر ترامب عن قلقه بشأن الوضع الحالي للصناعة الدوائية في الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الاعتماد الكبير على الإنتاج الخارجي يشكل نقطة ضعف استراتيجية. ويرى أن عودة شركات الأدوية إلى الولايات المتحدة ستعزز الأمن القومي وتوفر فرص عمل جديدة داخل البلاد.
في تأكيده على فعالية الرسوم الجمركية، ذهب ترامب إلى حد القول بأن زيادة هذه الرسوم ستؤدي إلى تسريع وتيرة عودة شركات الأدوية إلى الولايات المتحدة. ويبدو أن استراتيجيته تعتمد على خلق ضغط اقتصادي كبير على هذه الشركات لإجبارها على الاستجابة لمطالبه.
ترامب ينتقد انتقال شركات الأدوية إلى أيرلندا والاتحاد الأوروبي
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يعلق فيها ترامب على قضية انتقال شركات الأدوية الأمريكية إلى الخارج. ففي مارس الماضي، أكد ترامب على احترامه لدولة أيرلندا، إلا أنه في الوقت نفسه أعرب عن استيائه الشديد من انتقال العديد من شركات الأدوية الأمريكية الكبرى إليها.
كما انتقد ترامب الاتحاد الأوروبي بشكل عام، قائلاً: “إن الاتحاد الأوروبي أُنشئ لاستغلال الولايات المتحدة، وبالطبع يفعلون ذلك”. ويعكس هذا التصريح رؤيته السابقة التي ترى أن الولايات المتحدة تتعرض لمعاملة غير عادلة في علاقاتها التجارية مع الاتحاد الأوروبي.
“أيرلندا الصغيرة تسيطر على صناعة الأدوية الأمريكية بأكملها”
أضاف ترامب تعليقًا مثيرًا للجدل حول دور أيرلندا في صناعة الأدوية الأمريكية، قائلاً: “هذه أيرلندا الجميلة التي يبلغ عدد سكانها 5 ملايين نسمة تسيطر على صناعة الأدوية الأميركية بأكملها”. يعكس هذا التصريح استغرابه من حجم تأثير دولة صغيرة نسبيًا مثل أيرلندا على قطاع حيوي وهام كالقطاع الدوائي في الولايات المتحدة.
تأتي تصريحات ترامب هذه في وقت يشهد فيه قطاع الأدوية العالمي نقاشات متزايدة حول سلاسل الإمداد. والاعتماد على مصادر خارجية في الإنتاج. وقد تثير هذه التصريحات ردود فعل متباينة من شركات الأدوية والحكومات المعنية. ففي حين قد ترى بعض الأطراف أن هذه الخطوة ضرورية لتعزيز الأمن الصحي والاقتصادي للولايات المتحدة. قد يرى آخرون أنها قد تؤدي إلى زيادة تكاليف الأدوية وتأثير سلبي على التعاون الدولي في هذا المجال.
من غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت هذه التصريحات ستتحول إلى سياسات فعلية في المستقبل. خاصة مع وجود إدارة أمريكية جديدة. ومع ذلك، فإن هذه التصريحات تعكس استمرار اهتمام ترامب بقضية الصناعة الدوائية وسعيه لإعادة توطين الإنتاج في الولايات المتحدة.
بينما تظهر تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إصراره على استخدام الرسوم الجمركية. كأداة رئيسية لتحقيق هدفه المتمثل في إعادة شركات الأدوية وخطوط إنتاجها إلى داخل الولايات المتحدة. وبينما يرى ترامب أن هذه الاستراتيجية فعالة وضرورية لتعزيز قوة الاقتصاد الأمريكي والأمن القومي. يبقى السؤال حول مدى استجابة شركات الأدوية لهذه الضغوط وتأثير ذلك على أسعار الأدوية وتوافرها على مستوى العالم.