الأربعاء, سبتمبر 17, 2025
الرئيسية » “جنون النفط “ضربة تغير المشهد من زهو الأرباح إلى تراب الماس

“جنون النفط “ضربة تغير المشهد من زهو الأرباح إلى تراب الماس

النفط
النفط

شهدت أسواق النفط صباح اليوم الثلاثاء تقلبات حادة، حيث تحول المشهد سريعًا من صعود قوي إلى هبوط مفاجئ في أسعار خامي برنت وغرب تكساس. وسط تحركات حادة لعقود الشراء دفعتها رهانات المضاربين إلى مستويات غير مسبوقة.

فبعدما لامست الأسعار أعلى مستوياتها في خمسة أشهر. اقتربت من حاجز 77 دولاراً لبرنت و74 دولاراً للخام الأميركي. انهارت فجأة لتفقد ما يزيد عن 5% من قيمتها خلال ساعات التداول الأولى. وتراجع خام برنت بنسبة 5.3% إلى 67.66 دولاراً للبرميل. فيما هبط خام غرب تكساس بنسبة 5.5% ليستقر عند 64.76 دولاراً.

حرب التوقعات لا الحرب نفسها

منذ بداية التصعيد بين إسرائيل وإيران، تحركت أسعار النفط داخل قناة صاعدة حادة. مدفوعة بمخاوف توسع الصراع في الشرق الأوسط. ومع كل تصعيد سياسي أو تصريح ناري، كانت الأسواق تضخ المزيد من عقود الشراء مدفوعة بتوقعات استمرار الأزمة وتعطيل محتمل لإمدادات النفط عبر مضيق هرمز الحيوي. الذي يمر عبره نحو 20% من الإمدادات العالمية.

لكن المعضلة لم تكن في الحرب نفسها، بل في الإفراط في تفسيرها كوقود لارتفاعات متواصلة. الرهانات لم تتوقف عند نشوب الحرب، بل تجاوزتها إلى توقعات تفاقمها. ومع دخول السوق في مناطق تشبع شرائي على مؤشرات مثل RSI وMACD وCCI، تصاعدت التحذيرات الفنية من اقتراب تصحيح وشيك.

الرد الإيراني

في لحظة فارقة، جاء الرد الإيراني بضربات استهدفت قواعد أميركية. أعقبه إعلان بعض شركات الطيران وقف رحلاتها فوق المجال الجوي الإيراني. التصعيد بدا في ظاهره تصعيداً، لكنه فسر سياسياً بشكل مختلف.

وبينما ترقبت الأسواق موجة جديدة من القلق، جاءت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمثابة طمأنة غير مباشرة. متحدثًا عن تنسيق وشيك لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران. هذا التحول المفاجئ في النبرة السياسية كان كافياً ليعيد صانع السوق الحسابات. ويدفع باتجاه تصحيح قوي، مسقطًا رهانات الجشع دفعة واحدة.

التحليل الفني يدق ناقوس الخطر

مع بداية تداولات اليوم، وصلت مؤشرات القوة النسبية إلى مستويات قياسية. تجاوزت التسعين نقطة، وهو ما يعد مؤشراً واضحاً على التشبع الشرائي. كما أظهرت تقاطعات مؤشر MACD إشارات انعكاس، فيما بلغ مؤشر CCI ذروته القصوى. في تلك اللحظة، خلت أوامر الشراء الكبيرة من أي عمليات بيع، ما فاقم من حدة الهبوط عندما تحرّك صانع السوق.

رسائل ترامب تشعل وتخمد

حذر الرئيس ترامب من ارتفاع أسعار النفط قائلاً: ينبغي على الجميع الحفاظ على انخفاض أسعار النفط، وإلا فإنهم يلعبون لصالح العدو. في دعوة مبطنة لكبح المضاربة. ثم صعد لهجته في تصريح صريح لوزارة الطاقة: ابدؤوا الحفر.. الآن!. في إشارة إلى عزمه زيادة المعروض النفطي الأميركي سريعًا.

عودة الهدوء إلى هرمز تبخر علاوة المخاطر

بالتوازي مع التهدئة السياسية، تراجعت المخاوف من تعطل إمدادات النفط عبر مضيق هرمز. الذي يمر عبره ما بين 18 و19 مليون برميل يوميًا. ومع انحسار احتمالات الصدام، تبخرت علاوة المخاطر التي دفعت بالأسعار للارتفاع.

 

انتهت الحرب، لكن الحدث الأبرز كان في انهيار مناطق الطلب الزائف التي بنتها رهانات الجشع. صانع السوق. بتقدير سياسي دقيق، أسقط الأسعار وأسقط معها المضاربين، ليحول بريق تراب الماس الذي صنعته الحرب إلى عبئ ثقيل على المتطلعين لأرباح سريعة.

NightlyNews24 موقع إخباري عربي يقدم أخبار السياسة، الاقتصاد، والرياضة بتغطية يومية دقيقة وتحليلات موجزة لمتابعة الأحداث الراهنة بأسلوب مهني وموضوعي.

النشرة البريدية

اشترك الآن في نشرتنا البريدية وكن أول من يتابع آخر الأخبار والتحديثات الحصرية مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!

آخر الأخبار

@2021 – جميع الحقوق محفوظة NightlyNews24