رفضت المحكمة العليا الأميركية، يوم الاثنين، النظر في الطعن المقدم من شركة أميركان إيرلاينز ضد حكم قضائي سابق اعتبر شراكتها الملغاة مع شركة جيت بلو إيروايز في شمال شرق الولايات المتحدة مخالفة لقوانين مكافحة الاحتكار الفيدرالية. ويأتي هذا الرفض ليبقي على قرار محكمة أدنى أنهى ما كان يعرف بتحالف الشمال الشرقي. والذي سمح للشركتين بتنسيق جداول الرحلات وتقاسم الإيرادات.
القرار مخيب للآمال
وفي أول تعليق لها، أعربت شركة أميركان إيرلاينز عن خيبة أملها من قرار المحكمة العليا. مشيرة إلى أن حكم محكمة الاستئناف الأميركية للدائرة الأولى في بوسطن. تبنى بحسب وصفها موقفاً عدائياً من التعاون بين الشركات. وألغى مشروعًا اعتبرته نموذجًا ناجحًا عزز التنافسية في سوق الطيران.
وقالت الشركة في بيان: كان تحالف الشمال الشرقي يهدف إلى زيادة التنافسية وتوسيع الخيارات أمام المسافرين في شمال شرق الولايات المتحدة، وقد نجح فعلياً في تحقيق هذه الأهداف خلال فترة سريانه.
تفاصيل التحالف محل الجدل
التحالف، الذي جرى الإعلان عنه في يوليو 2020، جمع بين أميركان إيرلاينز، أكبر ناقل جوي في الولايات المتحدة، وجيت بلو التي تحتل المرتبة السادسة في السوق الأميركية. وسمح هذا التعاون بين الشركتين بتسيير رحلات مشتركة من وإلى نيويورك وبوسطن. وتنسيق الجداول الزمنية وتقاسم الإيرادات، ما اعتبر خطوة استراتيجية لمواجهة المنافسة الشرسة في تلك المنطقة.
انطلاق الدعوى في عهد بايدن.. واستمرارها في عهد ترامب
قدمت الدعوى ضد التحالف في عام 2021 من قبل وزارة العدل الأميركية، بالتعاون مع ست ولايات. في عهد إدارة الرئيس جو بايدن، التي جعلت من مكافحة الاحتكار في قطاع الطيران أولوية قصوى. وعلى الرغم من تغيير الإدارة، واصلت وزارة العدل حتى في عهد الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب. الدفاع عن قرارها بالطعن في التحالف، الذي كانت قد وافقت عليه وزارة النقل الأميركية قبل أيام من انتهاء ولاية ترامب الأولى في يناير 2021.
وقد جادلت الوزارة بأن التحالف يضر بالمستهلكين عبر تقليل الحوافز التنافسية التي تدفع أميركان إيرلاينز لتقديم أسعار أقل لجذب ركاب من جيت بلو، المعروفة بتقديم أسعار منخفضة نسبياً.
القضاء يصف التحالف بأنه غير قانوني
في عام 2023، أيد القاضي الفيدرالي ليو سوركين في بوسطن موقف وزارة العدل، معتبر أن التحالف يعد انتهاك لقانون مكافحة الاحتكار. وفي أعقاب هذا القرار، بادرت جيت بلو إلى إنهاء التحالف في محاولة لتسريع الحصول على موافقة الحكومة على صفقة استحواذها على شركة سبيريت إيرلاينز. مقابل 3.8 مليار دولار، وهي صفقة واجهت بدورها معارضة قانونية قوية من وزارة العدل وتم إلغاؤها لاحقاً.
تداعيات مستمرة
يبقي قرار المحكمة العليا الأخير الضغط قائمًا على شركات الطيران الكبرى. في ظل بيئة تنظيمية مشددة تسعى فيها الحكومة الفيدرالية إلى إعادة التوازن لقطاع الطيران وحماية حقوق المستهلك من الممارسات الاحتكارية. خاصة في الأسواق الحيوية مثل شمال شرق الولايات المتحدة.