ناقش الرئيس السوري أحمد الشرع مع وفد عراقي رفيع المستوى، إعادة تشغيل خط أنابيب النفط العراقي عبر الأراضي السورية وصول إلى موانئ البحر المتوسط، وفق لما نقلته وكالة الأنباء العراقية الرسمية، في تطور لافت يعيد تشكيل خارطة الطاقة في المنطقة.

تعاون سوريا والعراق لمكافحة الإرهاب
محادثة بين الوفد العراقي وسوريا عن مكافحة الإرهاب
أجرى الوفد العراقي الذي ترأسه مدير جهاز المخابرات الوطنية، محادثات في دمشق شملت ملفات أمن الحدود والتعاون في مكافحة الإرهاب، إضافة إلى آليات توسيع التبادل التجاري الثنائي بين البلدين.
خطوة نحو المباحثات لأزمة الطاقة
تأتي المباحثات في ظل أزمة طاقة خانقة تعيشها سوريا بعد أكثر من عقد من الحرب، وانهيار شبه كامل في إنتاجها النفطي، إذ كانت دمشق تعتمد على واردات النفط الإيراني لتأمين احتياجاتها من الطاقة، لكن هذه الإمدادات توقفت منذ الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر كانون الأول الماضي، بعد سيطرة فصائل معارضة، أبرزها هيئة تحرير الشام، على العاصمة، وإنهاء أكثر من 13 عام من حكمه.
وبينما فشلت محاولات الحكومة السورية في تأمين النفط عبر مناقصات عامة بسبب العقوبات الغربية ومخاطر التمويل، يمثل خط الأنابيب العراقي الذي كان مجمد منذ سنوات، شريان اقتصادي محتمل في حال تم الاتفاق على إعادة تشغيله.
يذكر أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني كان قد التقى الرئيس الشرع في وقت سابق من هذا الشهر في قطر. في اول لقاء بين الجانبين منذ التغيير السياسي الذي شهدته سوريا، ما يشير إلى تقارب تدريجي ومصلحي بين بغداد ودمشق في ملفات الطاقة والأمن والاقتصاد.
من الجدير بالذكر أن الاقتصاد السوري يعاني منذ سنوات من تدهور حاد نتيجة الحرب والعقوبات الغربية المفروضة من أميركا وبريطانيا ودول أوروبية، ما أدى إلى عزلة مصرفية وتجارية خانقة.
في المقابل، تسعى بغداد إلى تنويع مسارات تصدير نفطها بعيد عن الخليج، ما يفسر رغبتها في إحياء خط النفط السوري المغلق الذي قد يمنحها منفذ استراتيجي على المتوسط .