ساناي تاكائيتشي أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في اليابان

فازت السياسية المحافظة ساناي تاكائيتشي بزعامة الحزب الديمقراطي الليبرالي. لتصبح أول امرأة تتولى منصب رئاسة الوزراء في اليابان. رابع أكبر اقتصاد في العالم. وجاء انتخابها في لحظة سياسية دقيقة بعد أزمات متتالية داخل البرلمان وانقسامات حزبية متصاعدة.

انتقال السلطة بعد فترة من الاضطراب

انتصار تاكائيتشي أنهى مرحلة من حكم الحزب الحزبي المطلق عقب خسارة سلفها شيغيرو إيشيبا للأغلبية البرلمانية. لتكون رابع رئيس وزراء يتولى السلطة خلال خمس سنوات. وهو ما يعكس تراجع الاستقرار السياسي الذي طالما تميزت به اليابان.

اقتصاد مثقل بالتضخم وضعف الثقة

بينما تتسلم تاكائيتشي الحكم بينما يواجه الاقتصاد الياباني انخفاضًا في قيمة الين وارتفاعًا غير مسبوق في الأسعار بعد عقود من الانكماش.
الأسر اليابانية تعاني تراجع القوة الشرائية مع ثبات الأجور.
رئيسة الوزراء الجديدة تعهدت بخفض الضريبة المؤقتة على الوقود وإطلاق آلية جديدة للخصومات الضريبية لدعم محدودي الدخل.

لكن خبراء يحذرون من أن هذه السياسات قد تؤدي إلى زيادة الدين العام. الذي يبلغ أكثر من 260% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو الأعلى بين الاقتصادات الكبرى.

سياسة مالية على خطى «أبينوميكس»

تتمسك تاكائيتشي بالنهج الاقتصادي الذي أرساه شينزو آبي (أبينوميكس) القائم على التحفيز المالي والسياسة النقدية المرنة.
انتقدت مرارًا قرارات بنك اليابان برفع أسعار الفائدة، معتبرة أنها تعرقل النمو والتصدير.
في المقابل، يحذر محللون من أن أي انحراف عن التوازن النقدي قد يضعف ثقة المستثمرين ويرفع تكاليف تمويل الدين الحكومي.

أولويات الأمن والتحالف مع واشنطن

على الصعيد الأمني، تتبنى تاكائيتشي موقفًا صارمًا تجاه الصين وكوريا الشمالية. وتؤيد تعزيز القدرات الدفاعية اليابانية مع الحفاظ على التحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة.
كما شددت على أهمية التعاون الثلاثي مع كوريا الجنوبية والفلبين ضمن إطار منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة لمواجهة النفوذ الصيني.
لكن تصريحاتها السابقة حول إعادة التفاوض بشأن اتفاق التجارة مع واشنطن قد تثير توترات اقتصادية جديدة.

انقسام داخلي ومواقف مثيرة للجدل

رغم كونها أول امرأة تصل إلى رئاسة الوزراء، فإن تاكائيتشي لا تعتبر نصيرة لحقوق المرأة، حيث تعارض:
إصلاح قوانين الأسماء العائلية للمتزوجين.
منح أفراد العائلة الإمبراطورية من السلالة الأمومية حق وراثة العرش.

كما تتبنى موقفًا متشددًا من الهجرة والعمالة الأجنبية، مؤكدة أن اليابان يجب أن تحافظ على هويتها. وهو ما قد يعمّق أزمة نقص العمالة مع تسارع الشيخوخة السكانية.

مهمة صعبة لاستعادة الثقة

تأتي تاكائيتشي إلى السلطة بعد سلسلة فضائح سياسية، أبرزها قضية التمويل عام 2023 التي أطاحت برئيسي الوزراء السابقين فوميو كيشيدا وشيغيرو إيشيبا.
واليوم، تواجه تحديًا كبيرًا يتمثل في إعادة ثقة الشارع الياباني بالحزب الحاكم وإدارة اقتصاد يعاني الإنهاك، دون إثارة أزمات مالية أو دبلوماسية جديدة.