شهد سهم شركة “إنتل” (Intel) ارتفاعًا لافتًا بنحو 9% في تعاملات ما قبل افتتاح السوق، اليوم الجمعة، في إشارة واضحة لترحيب المستثمرين بخطوات الرئيس التنفيذي، ليب- بو تان، لخفض التكاليف.
وقد ساهمت هذه الإجراءات الحاسمة في تجاوز “إنتل” لتوقعات الأرباح الفصلية، واستعادتها لجزء من الاستقرار بعد فترة وصفت بـ “التحديات القاسية”.
نقطة تحول في مسيرة “إنتل”
تمثل النتائج الأخيرة نقطة تحول مهمة لعملاق الرقائق، الذي عانى للحفاظ على مكانته في ظل منافسة شرسة وتأخر عمليات التصنيع، خاصة بعد عام 2024، الصعب الذي سجلت فيه الشركة أول خسارة سنوية منذ ما يقرب من أربعة عقود.
وتعتمد الشركة حاليًا على الاستثمارات الاستراتيجية والانضباط التشغيلي لإعادة بناء ثقة المستثمرين.
وقد استفادت “إنتل” خلال الربع الأخير من دعم مالي قوي شمل استثمارات بمليارات الدولارات من شركتي “إنفيديا” (Nvidia) و”سوفت بنك” (SoftBank) اليابانية، بالإضافة إلى حصة حكومية أمريكية، ما وفر لها سيولة حاسمة لتنفيذ خطة الإنعاش.
انتعاش قوي للسهم يتفوق على المنافسين
ساهمت جهود الرئيس التنفيذي واستراتيجيته لضبط النفقات، إلى جانب الدعم المالي. في إنعاش سهم الشركة الذي ارتفع بأكثر من 90% منذ بداية عام 2025، متفوقًا على أداء سهمي “إنفيديا” و”إيه إم دي” (AMD).
ويجري تداول سهم “إنتل” حاليًا عند مضاعف ربحية متوقعة لمدة 12 شهرًا يبلغ 71.51. وهو أعلى بكثير مقارنة بـ 30.49 لـ “إنفيديا” و 40.14 لـ “إيه إم دي”.
وفي تعليق على هذا الأداء، قال بن باجارين، الرئيس التنفيذي لشركة “كرياتيف ستراتيجيز”: “لقد اجتازت ‘إنتل’. المنعطف وبدأت في تثبيت أركانها”، مضيفًا أن “الوضع يبدو مهيأ جيدًا لعام 2026”.
تحديات التصنيع والتعافي الطويل الأمد
في ظل هذه التطورات الإيجابية، أشارت الشركة إلى أن الطلب على رقائقها يفوق العرض المتاح. خاصة في قطاع مراكز البيانات التي تعمل على ترقية وحدات المعالجة المركزية لدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
لكن المحللين حذروا من أن مسار التعافي ما زال بعيدًا عن الاكتمال رغم التحسن اللافت. فقد حذر المدير المالي ديف زينسنر من أن العوائد في عملية التصنيع المتقدمة “18A” ستظل دون المعايير الصناعية حتى عام 2027.
وفي إطار إعادة الهيكلة، باع الرئيس التنفيذي “تان” الحصة الأكبر في وحدة “ألتيرا” (Altera). وحول استراتيجية رأس المال لتصبح أكثر اعتمادًا على التمويلات الخارجية، وذلك بعد انتقادات وجهت لسلفه بشأن الإنفاق المفرط. كما شملت خطة تان تخفيضًا في طموحات “إنتل” التصنيعية وإلغاء أكثر من 20% من الوظائف.
بينما عبر محللون في شركة “برنشتاين” عن نظرة حذرة، حيث قالوا: “ندرك الرغبة في إعلان النصر لهذه الشركة المنهكة. لكن المعركة لم تحسم بعد؛ ربما من الأفضل وصفها بالتعادل في الوقت الحالي”.