في خطوة وصفت بأنها “تحول اقتصادي وسياسي”، تستعد سوريا لطرح أوراق نقدية جديدة في ديسمبر المقبل مع حذف صفرين من العملة المحلية، في محاولة لتعزيز الثقة بالليرة السورية التي انهارت قيمتها خلال السنوات الماضية. الخطوة تأتي بعد 14 عامًا من الصراع الذي أنهى حكم بشار الأسد، وتعكس توجهًا نحو إصلاح نقدي واسع النطاق.
خطة الإصلاح النقدي
كشفت مصادر مصرفية مطلعة لـ”رويترز” أن مصرف سوريا المركزي أبلغ البنوك الخاصة منتصف أغسطس بخطته لإصدار عملة جديدة بحذف صفرين لتعزيز الثقة بالليرة. بهدف تسهيل المعاملات اليومية والحد من التضخم النقدي. ومن المقرر أن يستمر تداول الأوراق النقدية القديمة إلى جانب الجديدة لمدة عام كامل حتى ديسمبر 2026.
طباعة العملة في روسيا
كما أكدت مصادر اقتصادية أن سوريا تعاقدت مع شركة “جوزناك” الروسية لطباعة الأوراق النقدية الجديدة، وهو اتفاق تم خلال زيارة وفد سوري رفيع المستوى إلى موسكو في يوليو الماضي. الشركة نفسها كانت مسؤولة عن طباعة العملة السورية في عهد الأسد.
دلالة سياسية ورمزية
كما يحمل القرار بعدًا رمزيًا مهمًا، إذ سيتخلص السوريون من الأوراق النقدية التي تحمل صورتي بشار الأسد ووالده حافظ الأسد. ويرى خبراء اقتصاديون أن هذه الخطوة تمثل قطيعة مع إرث عائلة الأسد، ورسالة سياسية بالتوجه نحو مرحلة جديدة بعد سقوط النظام السابق.
مخاوف اقتصادية وتنظيمية
على الرغم من الطابع الرمزي، يحذر خبراء مثل كرم شعار، المستشار لدى الأمم المتحدة. من أن إعادة تقييم العملة قد تخلق ارتباكًا لدى المواطنين. خاصة كبار السن. في ظل غياب إطار تنظيمي واضح. ويرجّح خبراء أن تكلفة هذه العملية قد تصل إلى مئات الملايين من الدولارات، في وقت يعاني فيه الاقتصاد من أزمة سيولة واعتماد واسع على الدولار.