لم يكن جوزيه سيميدو مجرد زميل عابر في حياة كريستيانو رونالدو. بل كان أحد أبرز الشهود على البدايات الصعبة لنجم الكرة العالمي. تعرّف الصديقان في مركز “ألكوشيتي” التابع لنادي سبورتنغ لشبونة، حيث جمعتهما غرفة واحدة في قطاع الناشئين. رونالدو، القادم من جزيرة ماديرا، واجه صعوبات في التأقلم مع الحياة الجديدة، سواء في اللغة أو السكن أو الحياة الاجتماعية.
سيميدو، ابن مدينة سيتوبال، ساعده على تجاوز تلك اللحظات. بل كان يرافقه في التدريب الليلي، ثم يقفان أمام المرآة يتفاخران بعضلاتهما. العلاقة بينهما نمت بشكل استثنائي حتى أصبحت أقرب إلى علاقة الإخوة.
رونالدو: “إذا غادر، سأغادر”
وصلت العلاقة إلى لحظة محورية. سيميدو كاد يُطرد من مركز الإقامة بسبب تراجع مستواه الفني. وعندما علم رونالدو بالأمر، توجّه إلى إدارة الأكاديمية وقال بوضوح: “إذا غادر، سأغادر معه”. واقترح أن يضعوا سريرًا إضافيًا في غرفته ليستمر صديقه معه. استجابت الإدارة للطلب فورًا، فقط لأن رونالدو كان يُعد جوهرة النادي في ذلك الوقت.
سيميدو روى لاحقًا تلك اللحظة قائلًا: “أنا مدين له بكل شيء. لو عدت إلى سيتوبال في تلك الفترة، لربما شاركت في الجريمة مع أصدقائي. رونالدو أنقذني، أنقذ حياتي، وعائلتي، وأطفالي”.
من غرف الناشئين إلى إدارة النصر
بعد أكثر من عقدين، ظهر سيميدو مجددًا في حياة رونالدو ولكن هذه المرة في النصر السعودي. حيث أعلن النادي تعيينه مديرًا تنفيذيًا خلفًا للإسباني فيرناندو هييرو. مسيرة سيميدو الكروية كانت متواضعة. تنقّل بين أندية مثل كالياري، وتشارلتون، وشيفيلد وينزداي، وفيرينسي، وفيتوريا. لكن مكانته لدى رونالدو ظلّت ثابتة.
المأساة التي جمعت الصديقين من جديد
في سبتمبر 2021، تلقى سيميدو ضربة قاسية بوفاة زوجته سوريا إثر وعكة صحية مفاجئة. ولم يتردد كريستيانو في دعم صديقه. وكتب حينها عبر حساباته الرسمية: “رحلت أم وزوجة رائعة لأحد أعز أصدقائي الذين وهبتهم لي الحياة”. كانت تلك المرحلة مفصلية في حياة سيميدو، وأكد بنفسه أن وجود رونالدو منحه القوة لتجاوزها.
رؤية مبكرة ومسيرة استثنائية
كان رونالدو قد أخبر صديقه في سن الرابعة عشرة: “سألعب أولًا في مانشستر يونايتد، ثم سأذهب إلى ريال مدريد”. تحققت الرؤية بالكامل، ولم يُفاجأ بها سيميدو. بل اعتبرها نتيجة طبيعية لطموح صديقه غير العادي.
سيميدو يختتم: “سيبكي العالم عند اعتزاله”
قال مدير النصر التنفيذي: “كريستيانو يكتب قصة لا تُنسى في تاريخ الكرة. هو أعظم رياضي على الكوكب. عندما يعتزل، سيبكي العالم لأنه خسر لاعبًا استثنائيًا”. وأضاف: “إنه يُثبت لنا أن كل شيء ممكن. إنه في مستوى آخر”.