مع اقتراب موسم الحج لعام 1446 هـ، تتسارع وتيرة الاستعدادات في مختلف القطاعات الخدمية بالمملكة العربية السعودية لضمان راحة وسلامة حجاج بيت الله الحرام. وفي هذا الإطار، أعلنت الهيئة العامة للطرق عن جاهزيتها التامة لاستقبال ضيوف الرحمن، مؤكدةً على استكمال كافة الأعمال اللازمة لتهيئة شبكة الطرق التي يسلكها الحجاج وصولاً إلى المشاعر المقدسة. يأتي هذا الإعلان ليؤكد حرص المملكة على تسخير كافة إمكانياتها لخدمة قاصدي الحرمين الشريفين وتوفير تجربة حج ميسرة وآمنة.
تحسين السلامة ورفع جودة الطرق.. أولوية قصوى
تركز جهود الهيئة العامة للطرق بشكل أساسي على تعزيز مستوى السلامة ورفع جودة الطرق التي تخدم حركة الحجيج الكثيفة خلال موسم الحج. بينما تشمل هذه الجهود مجموعة شاملة من الأعمال التي تغطي كافة جوانب صيانة وتطوير شبكة الطرق الحيوية. فالهدف ليس فقط استيعاب الأعداد الكبيرة من المركبات والحافلات، بل أيضاً ضمان سلامة مستخدمي الطريق وتقليل مخاطر الحوادث قدر الإمكان.
أرقام تعكس حجم الاستعدادات لموسم حج 1446
كما توضح الأرقام الصادرة عن الهيئة العامة للطرق حجم العمل المنجز في إطار هذه الاستعدادات. فقد تم فحص وصيانة ما يقرب من 247 جسراً تقع على الطرق التي يستخدمها الحجاج، لضمان سلامتها الإنشائية وجاهزيتها لتحمل الأحمال المرورية العالية. كما تم تركيب 1600 لوحة إرشادية وتوجيهية جديدة على امتداد شبكة الطرق، لمساعدة الحجاج على تحديد مساراتهم بسهولة ويسر والوصول إلى وجهاتهم دون عناء. ولتعزيز الرؤية الليلية على الطرق، علاوة على تم تركيب 150 وحدة إنارة جديدة، مما يساهم في زيادة مستوى السلامة المرورية خلال ساعات الليل.
ولم تقتصر الأعمال على الصيانة والتركيب، بل شملت أيضاً تطوير وتوسعة أجزاء كبيرة من شبكة الطرق. فقد تم تحديث مسافة تقدر بـ 7,401 كيلومتراً من الطرق لتتوافق مع أحدث المعايير والمواصفات. كما تم توسعة وتطوير مسافة أطول بكثير بلغت 23,421 كيلومتراً من الطرق الحديثة، مما يساهم في زيادة الطاقة الاستيعابية لشبكة الطرق وتخفيف الازدحام خلال ذروة الموسم.
مراقبة وتقنية لضمان الجاهزية المستمرة
لضمان جاهزية شبكة الطرق على مدار الساعة خلال موسم الحج، تعتمد الهيئة العامة للطرق على منظومة متكاملة للمراقبة والصيانة الفورية. يتولى 300 مراقب ميداني متابعة حالة الطرق ورصد أي ملاحظات أو أعطال على الفور للتعامل معها بالسرعة اللازمة. يدعم هؤلاء المراقبين استخدام تقنيات متطورة وأكثر من 20 جهازاً فنياً متخصصاً في عمليات مسح وتقييم حالة الطرق. مما يوفر بيانات دقيقة تساعد في اتخاذ القرارات المناسبة لضمان استمرارية انسيابية الحركة المرورية وسلامة الطريق.
رحلة آمنة ومريحة لضيوف الرحمن
في حين تساهم هذه الاستعدادات الشاملة التي قامت بها الهيئة العامة للطرق في توفير رحلة آمنة ومريحة لضيوف الرحمن القادمين إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة. فالطرق المعبدة والمجهزة بشكل جيد، والإشارات الواضحة، والإنارة الكافية، والصيانة المستمرة. كلها عوامل أساسية تضمن وصول الحجاج إلى وجهاتهم بأمان وسهولة. كما تمكنهم من التركيز على أداء مناسكهم بخشوع وطمأنينة.
جزء من منظومة خدمات متكاملة
كما تعد جاهزية شبكة الطرق جزءاً لا يتجزأ من منظومة الخدمات المتكاملة التي توفرها حكومة خادم الحرمين الشريفين لضيوف الرحمن في موسم الحج. بينما تعمل الهيئة العامة للطرق بالتنسيق الوثيق مع مختلف الجهات الحكومية الأخرى، مثل وزارة الداخلية، وزارة الحج والعمرة، وزارة النقل والخدمات اللوجستية. وغيرها من الجهات المعنية، لضمان تكامل الجهود وتوفير تجربة حج استثنائية بكل المقاييس.
إعلان جاهزية يؤكد الالتزام
يؤكد إعلان الهيئة العامة للطرق عن جاهزيتها لاستقبال ضيوف الرحمن على التزام المملكة العربية السعودية الراسخ بتقديم أفضل الخدمات لضيوف بيت الله الحرام. وتواصل الهيئة جهودها على مدار العام في صيانة وتطوير شبكة الطرق في المملكة. بينما تكثف هذه الجهود خلال فترة الاستعداد لموسم الحج لضمان أن تكون الطرق على أعلى مستوى من الجاهزية لاستيعاب ملايين الحجاج القادمين من مختلف أنحاء العالم. إن توفير شبكة طرق آمنة وفعالة هو عنصر أساسي في إنجاح موسم الحج وتمكين ضيوف الرحمن من أداء فريضتهم بيسر وسهولة.
موسم الحج 1446