أظهر استطلاع رأي جديد أجرته وكالة رويترز بالتعاون مع مؤسسة إبسوس، أن الأميركيين يشعرون بالاستياء بشكل متزايد من الطريقة التي يتعامل بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الاقتصاد. ويأتي هذا الاستطلاع ليسلط الضوء على التحديات التي تواجه الإدارة الأمريكية في كسب ثقة المواطنين فيما يتعلق بأدائها الاقتصادي.
شعبية ترامب الاقتصادية تتراجع إلى أدنى مستوياتها منذ بداية ولايته
أظهر الاستطلاع تراجعاً ملحوظاً في شعبية ترامب الاقتصادية، حيث وصلت إلى 37% فقط. ويمثل هذا انخفاضاً عن النسبة التي سجلها في الساعات التي تلت تنصيبه في 20 يناير، عندما كانت شعبيته الاقتصادية تبلغ 42%، مدعومة بوعوده بإنعاش الاقتصاد وتحقيق ما أسماه “العصر الذهبي لأمريكا”. يعكس هذا التراجع الواضح فقدان جزء من الدعم الشعبي لسياساته الاقتصادية.
كما يشير الاستطلاع الذي استمر لمدة ستة أيام، إلى أن أحد الأسباب الرئيسية وراء استياء الأميركيين هو وجود مخاوف متزايدة بشأن الركود الاقتصادي وتذبذب سوق الأسهم. ويعزو المشاركون في الاستطلاع هذه المخاوف جزئياً إلى سياسات ترامب الاقتصادية، وتحديداً الرسوم الجمركية التي فرضها على شركاء تجاريين رئيسيين للولايات المتحدة، بالإضافة إلى محاولاته للضغط على رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي.
أجندة ترامب الاقتصادية العدوانية وتأثيرها على الأسواق
منذ بداية ولايته، اتبع ترامب أجندة اقتصادية وصفت بأنها “عدوانية”. أشعلت هذه الأجندة فتيل حروب تجارية من خلال فرض رسوم جمركية على مجموعة واسعة من السلع المستوردة، مما أثر على العلاقات التجارية للولايات المتحدة مع دول رئيسية. كما سعى ترامب للضغط على بنك الاحتياطي الفيدرالي، الهيئة المستقلة المسؤولة عن السياسة النقدية الأمريكية، للخضوع لإرادته وتخفيض أسعار الفائدة. وقد أدت هذه السياسات، بحسب التقرير، إلى أسوأ عمليات بيع شهدتها الأسواق المالية الأمريكية منذ الأشهر الأولى من تفشي جائحة كوفيد قبل خمس سنوات.
خبير اقتصادي يعلق: “كل ما كان يُفترض أن يكون في القمة أصبح في القاع”
تعليقاً على نتائج الاستطلاع والوضع الاقتصادي، قال جيمس بيثوكوكيس، الزميل البارز في معهد أمريكان إنتربرايز، وهو مركز أبحاث محافظ: “لديك رئيس وعد بعصر ذهبي. لكن كل ما كان يُفترض أن يكون في القمة أصبح في القاع، وكل ما كان يُفترض أن يكون في القاع أصبح في القمة”. يعكس هذا التعليق انتقاداً لاذعاً لفجوة بين الوعود التي قطعها ترامب بشأن الاقتصاد والواقع الذي يراه بعض الخبراء والمواطنين.
ضغط على ترامب للتراجع عن التعريفات.. وتوقعات بتعافٍ بطيء
يرى بيثوكوكيس أن العلامات الاقتصادية التحذيرية الحالية تضع ضغوطاً متزايدة على الرئيس ترامب لإعادة النظر في سياساته المتعلقة بالتعريفات الجمركية وربما عكس مساره فيها. ومع ذلك، حذر من أنه حتى لو تراجع ترامب عن هذه السياسات، فإن الاقتصاد قد لا يتعافى بسرعة وسط ما وصفه بـ “الفوضى” التي خلفتها هذه السياسات.
بينما يظهر استطلاع رويترز/إبسوس أن السياسات الاقتصادية التي انتهجها الرئيس ترامب وتأثيراتها على الأسواق والمخاوف بشأن المستقبل الاقتصادي قد أثرت سلباً على شعبيته الاقتصادية بين الأميركيين. وتثير هذه النتائج تساؤلات حول التحديات التي ستواجه الإدارة الأمريكية في المستقبل فيما يتعلق بكسب ثقة المواطنين في قدرتها على إدارة الاقتصاد وتحقيق النمو والاستقرار.