أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي، اليوم الخميس، استكماله صفقة الاستحواذ على حصة تبلغ 54% من مجموعة MBC، في واحدة من أبرز الصفقات الاستثمارية بقطاع الإعلام والترفيه بالمنطقة.
هذا الاستحواذ، وفق بيان رسمي نشر على موقع “تداول السعودية”، يأتي ضمن مساعي الصندوق لتعزيز وجوده في القطاعات الواعدة، خاصة تلك التي ترتبط بصناعة المحتوى والإعلام الرقمي. وهو ما يمثل جزءًا محوريًا من توجهات المملكة لتحقيق رؤية 2030.
تفاصيل الصفقة والأرقام المالية
تعود جذور الصفقة إلى 1 نوفمبر 2024. حين وقع الصندوق اتفاقية بيع وشراء أسهم ملزمة بقيمة إجمالية وصلت إلى 7.469 مليار ريال سعودي.
وتم تحديد سعر السهم الواحد عند 41.60 ريال. وبهذه العملية أصبح الصندوق المالك الأكبر في المجموعة، فيما بقيت الأسهم المتبقية والبالغة نسبتها 46% خارج نطاق الاتفاق.
الأبعاد الإستراتيجية للصفقة
يمثل هذا الاستثمار تأكيدًا على النهج طويل الأمد لصندوق الاستثمارات العامة. حيث يركز على تنمية وتطوير قطاعات حيوية بعيدًا عن تأثيرات السوق قصيرة المدى.
ويعكس دخول الصندوق بهذا الحجم في قطاع الإعلام، إدراكه العميق للدور المتنامي الذي تلعبه صناعة المحتوى في الاقتصاد المعاصر، سواء على مستوى الإعلانات أو المنصات الرقمية أو الإنتاج الإبداعي.
صندوق الاستثمارات العامة السعودي
تعزيز مكانة السعودية إقليميًا وعالميًا
من المتوقع أن يسهم هذا الاستحواذ في تعزيز مكانة السعودية كمركز إقليمي بارز في قطاع الإعلام، خاصة أن مجموعة MBC تعد واحدة من أضخم المؤسسات الإعلامية العربية وأكثرها تأثيرًا في سوق البث والإنتاج التلفزيوني والرقمي.
ومع دخول الصندوق كشريك إستراتيجي، يمكن أن نشهد توسعًا أكبر للمجموعة على الصعيدين المحلي والعالمي. سواء عبر زيادة إنتاج الأعمال الدرامية والبرامجية أو عبر الاستثمار في منصات رقمية حديثة تلبي احتياجات الجمهور الشباب.
انسجام مع مستهدفات رؤية 2030
يأتي هذا الاستثمار تماشيًا مع توجهات رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد الوطني وتطوير الصناعات الإبداعية. وقطاع الإعلام والترفيه يمثل أحد الأعمدة الرئيسة في هذه الرؤية، ليس فقط من حيث مساهمته الاقتصادية، بل أيضًا من حيث دوره في بناء القوة الناعمة للمملكة وتعزيز حضورها الثقافي على المستوى الدولي.
تأثيرات متوقعة في سوق الإعلانات وصناعة المحتوى
من المنتظر أن ينعكس هذا الاستحواذ مباشرة على سوق الإعلانات في المنطقة. إذ ستتمكن MBC بدعم من الصندوق من جذب استثمارات إعلانية أكبر وتوسيع قاعدتها التجارية.
كما ستفتح الصفقة الباب أمام إنتاج محتوى محلي بجودة عالية ينافس الأعمال العالمية، مع التركيز على قصص وثقافات المنطقة. ما يعزز مكانة السعودية كوجهة رئيسة لصناعة الترفيه والإعلام.
هذا التحرك يعكس ليس فقط الرؤية الاستثمارية الطموح لصندوق الاستثمارات العامة. بل أيضاً التزام المملكة ببناء صناعة إعلامية متطورة تواكب التغيرات العالمية في أنماط المشاهدة والطلب على المحتوى الرقمي.